منصة الصباح

الزناد ولد البلاد!

عبد الرزاق الداهش

مالك الزناد ليس أول ولا آخر ملاكم يخسر النزال أمام منافس هو الآخر عرضة للنتيجة نفسها مهما كان قويا.

أساطير الملاكمة عبر التاريخ خسروا نزالاتهم من سبنكس، وتايسون، وفورمان، وحتى محمد علي كلاي.

هناك من هللوا للزناد بعد كل مقابلة كانت له، ولكنهم انقلبوا عليه مع اول خسارة.

ربما بالنسبة للبعض مجرد سلوك تعويضي لمن يرون اللاعب بطلهم، ويريدونه ان ينتصر لهم لتعويض خيباتهم في الحياة.

فأحيانا يتحول قطاع من الناس إلى محاربين سلبيين يتأثرون بخسارة بطلهم نفسيا، أكثر من تأثر البطل ذاته.

وكثيرا ما يحدث ذلك في الحروب، ومباريات كرة القدم، وكيف تنعكس النتيجة على المشجع، أو المناصر سلبا، أو إيجابا.

والحقيقة ليس كل الليبيين ينتظرون انتصارات الزناد، فهناك من يترقبون خسارته ليس بسبب الزناد نفسه، إنما بسبب النادي الذي يناصره.

المعدل العالي لخطاب التشفي، والشماتة ضد هذا الملاكم الليبي نجدها في الغالب من مشجعي النادي الغريم.

وخطاب الضغينة بين الليبي والليبي بسبب الانتماء للنادي سين أو صاد يعكس مساحة ما وصلنا إليه من عداوة.

الزناد شاب ليبي يحب ليبيا على طريقته، وعبر ميدانه.

وحتى لو أنني لست مع الملاكمة، ولا أراها لعبة نبيلة، إلا أني لا أستطيع إلا التعاطف معه، ومع أسرته الذين يرونه يتعرض للضرب في السعودية، والتشفي، والشماتة داخل بلاده ليبيا.

الـزناد ولد بلاد، يحب البلاد، ولكن نحن نكره النادي الأخر اكثر من حبنا لليبيا واكثر من حبنا لنادينا.

شاهد أيضاً

هذا زمن الرواية والشعر جنس أقلية “لهذا نكتب الروايات” كتاب يضم ستة حوارات وعشر شهادات لروائيين إسبان

خلود الفلاح   الشهادات والحوارات بمثابة الكشف عن الجانب الخبيء من حياة الكاتب وعلاقته بالعالم …