عبد الرزاق الداهش
——-
“كوّرة ولقّاحة” حدوثة من المخزون الشعبي المزدحم بالحكايات أو الدلالات.
القصة تتكلم عن امرأة تعيش مع ابن اخيها الصغير،بعد أن فقدت كل عائلتها.
ووفقا للرواية الشفهيّ المتداولة كان الاثنين قد ورثا كيسا صرّة مال.
قررت المرأة الإبقاء على هذه الأموال حتى يصل الولد إلى مرحلة النضج.
وكانت العم تسأله كل مرة: لو كانت لدينا صرّة مال ماذا نفعل بها؟
وكان جواب الطفل في غير، وعبر غير مرحلة عمرية: نشتري كورة ولقاحة ونلعب.
وكانت العمة تقول في كل مرة مازال أبن اخي صغيرا.
ذات مرة، أو ذات نضج أجابها: بالمال يمكن أن تكون لنا ماشية، وتتوالد وتزيد، ويمكن أن نتوسع، وندخل على الزراعة، والتجارة.
سؤال العمة يمكن أن نفتحه على انفسنا، يعني
هل تجاوزنا مرحلة الكورة واللقاحة؟
صحيح لابد أن نكون سعداء بافتتاح ملعب في بنغازي، لأن ذلك خير ألف مرة من إغلاق منزل بالهضبة المشروع بطرابلس.
وصحيح نحن في حاجة إلى كل ما هو مفرح، في ظل فائض الاحزان، والإحباط.
ولكن علينا ان نتحرر من دفق العواطف، أمام دفق الاسئلة المهمة.
فماذا عن سلم الأولويات، وماذا عن الجدوى، عن القيمة المضافة!
اما شركة استشارة تخطط، وأخرى للمقاولات تنفذ، وثالثة تروج، والليبي معهم طربان يوقع، أين العبقرية؟
النفط يمكن أن يكون ثروة قابلة للزيادة، والاستدامة، والتنوع، أو يبقى مجرد تركة قابلة للتلاشي.