منصة الصباح

مخابراتنا ومخابراتهم

عبدالرزاق الداهش

التتبّع والتنبّؤ، وباختصار شديد، هما وظيفة أي جهاز مخابرات في العالم.

المخابرات في أمريكا هذه وظيفتها، وكذلك في هندوراس، وبنغلاديش، وباقي دول العالم، عدا ليبيا والعالم العربي.

آلان دالاس، قال ذات تعريف:

“دور المخابرات هو الكشف عمّا يحدث، وما سوف يحدث.

وهذا يعني أنه لا مفاجآت بالنسبة لأي مؤسسة مخابرات في الدنيا.

الحرب بين إيران وإسرائيل، أكدت بأن أكثر من نصفها عمل مخابرات.

فضرب رأس مال بشري بحجم أربعة عشر عالمًا نوويًا خلال الهجوم الأول، وهم يغطّون في النوم يُعدّ عملًا استخباراتيًا على اعلى مستوى.

الموضوع اختراق استثنائي، بمستوى تجنيد فنحن نتكلم عن عملاء، وتصنيع مسيّرات، داخل العمق الإيراني، وتنفيذ اغتيالات دقيقة.

وبالمقابل، هناك اختراق إيراني للداخل الإسرائيلي، لا يبدأ بزرع العملاء، ولا ينتهي بزرع الكاميرات.

زد على ذلك حرب سيبرانية، ورعب رقمي واسع النطاق.

فـالمعلومة الدقيقة التي تصل في وقتها، أفضل من ألف قنبلة، على رأي يوسي كوهين، الرئيس السابق لجهاز “الموساد”.

لهذا، فـحروب ما وراء الستائر أكثر أهمية من حروب ما وراء السواتر، وخاصةً مع التبدل الهائل في مفهوم الأمن القومي.

ولعل جون لو كاريه، وهو روائي وجاسوس سابق لصالح “MI6”، قدّم تعريفًا بالغ الأهمية عندما قال:

“المخابرات هي أن تعرف أكثر من غيرك، وأسرع من غيرك، ولا يعرف غيرك أنك تعرف.”

هذه هي مخابراتهم: معلومات، وتنبّؤات، وعمل في ظل.

يعني أن المخابرات ليست للتضييق على الناس، وليست تلفيق التهم لأسباب ليست وطنية، ولا حتى أمنية.

والمخابرات ليست الإنفاق المنفلت وكثرة المقرات والصلاحيات غير المحدودة، ونفخ الريش، ودولة داخل الدولة.

شاهد أيضاً

مراكب الكريستال.. رواية جديدة تبحر في أعماق الهجرة

مراكب الكريستال.. رواية جديدة تبحر في أعماق الهجرة

أعلن الكاتب الإريتري أبو بكر كهال عن صدور روايته الجديدة بعنوان “مراكب الكريستال” عن دار …