منصة الصباح

فزّاعة التوطين

عبدالرزاق الداهش

طار وزير العمل بعدد المهاجرين في ليبيا إلى رقم الثلاثة ملايين.

ورفع وزير الداخلية مزاد الأرقام إلى سماء الثلاثة ملايين ونصف المليون.

لا الأول افصح عن مصادره، ولا الثاني قال من أين جاء بالرقم.

غير ذلك لا توجد مؤسسة تعداد واحدة قامت بأي جهد احصائي.

رقم الثلاثة ملايين ونصف المليون، رقم تنجيمي، وعشوائي.

المهم أن هناك أعداد هائلة من المهاجرين يتدفقون على الساحل الليبي، وتسعين بالمئة من أفريقيا.

وهذا يعني أن حدودنا الجنوبية مفتوحة على القبلي، (وهد يا مبارك بحمارك).

الملام بعيدا عن من داهمتهم نوبة (لا التوطين) بعد صلاة التراويح، فلا همهم توطين، ولا بقدونس.

التوطين أصلا غير ممكن، قبل أن نقول أنه غير مقبول.

وعليه فإن مكافحة تدفقات الهجرة ينبغي أن تكون عند حدودنا الجنوبية لا الشمالية.

إذا كان لأوروبا نية شركتنا في هذا الملف، فعليها دعم المجهود الأمني في الجنوب، وليس الساحل.

طبعا إذا ما ارادت الحل الأسهل، أما الأمثل فهو استثمار هذه الموارد البشرية، غير المدربة، وغير المؤهلة.

اولا لتأهيلها، وإكسابها، القدرة، والكفاءة، والمهارة لتكون رأس مال بشري.

وثانيا نقل استثمارات أوروبية إلى ليبيا، وبدل توطين البشر يتم توطين الصناعة والتكنولوجيا.

فأوروبا التي رحلت استثماراتها إلى أخر شرق اسيا، كانت ليبيا التى تقع خلف نوافذهم هي الأولي.

وفي النهاية أوروبا ملزمة اخلاقيا قبل أمنيا بالأفارقة الذين كانوا ضحاياها.

أما ليبيا فلن تكون مصيدة للأفارقة، ولا خفر سواحل لأوروبا.

وليبيا بالنسبة للمهاجرين ليست مقراً إنما ممرا فقط.

وقد نقول لشباب أفريقيا ذات اضطرار وهم يتدفقون نحو أوروبا (طريق السلامة).

شاهد أيضاً

مصلحة المطارات تناقش حلول للحد من مخاطر الطيور المهاجرة على الحركة الجوية

نظمت مصلحة المطارات بوزارة المواصلات بحكومة الوحدة الوطنية، جلسة استماع لعرض فني تقني، لأبرز الحلول …