عبدالرزاق الداهش
——
قبل أكثر من خمسة عشر عاما، كنت قد كتبت عمودا تحت سؤال: متى نحتفي بحرق أخر سيارة افيكو؟
كان سيئا أن لا تكون لدينا ثقافة النقل العمومي. أما الأسوأ فهو انتشار ثقافة أصحاب الايفكوات لنقل الركاب.
مركبات غالبا ما تكون متهالكة، مصابيحها الخلفية محطمة، واثار صدمات على كل محيطها.
دخان كثيف ينبعث من عوادمها، ومفردات غير مهذبة تبعث من سائقيها، واغني من لون الهشك بشك.
لا توجد محطات محددة لوقوف هذه السيارات، تقف على يمين الطريق، على اليسار، وفي الوسط، لأيهم.
السير في الاتجاه المعاكس عادي، وفوق الرصيف عادي، المهم كل من يقف على ناصية الطريق هو مشروع دينار.
لا احترام للذوق العام، ولا التزام بقواعد المرور، ولا تعرفها مركبة نقل عمومي، أو مدمرة حربية.
كانت الافيكوات حلًا لمشكلة هذا صحيح، وكانت وسيلة تنقل بروليتارية، ووفرت فرص عمل للشباب صحيح أيضا ولكن كانت مشكلة أكبر.
فماذا لو تخلصنا من أخر سيارة افيكو، مقابل تعويض منصف لإصحابها؟
وماذا لو وفرنا سيارات لائقة، وحديثة، وآمنة، عبر مصرف التنمية، وبالتقسيط المريح؟
وماذا لو كانت هناك كراسة شروط لمن يقود سيارات النقل العمومي مرحلة ما بعد مدمرات الافيكو؟
وليكن الشعار ليس فقط عودة الحياة، بل جودة الحياة.