دخلت للفندق في وقت متأخر من الليل ولم اتمكن من ربط هاتفي بخدمة الانترنت المتوفرة في المكان لأسباب تقنية تتعلق بهاتفي، كما لم اتمكن من شراء خط هاتف فالوقت متأخر ولا نقود بالعملة المحلية بحوزتي بعد، لكن موظفي الفندق عملوا جاهدين على حل الأمر ووفروا لي اتصال لطمأنة العائلة بوصولي.
في اليوم الثاني، كان على التوجه من جديد للمطار للالتحاق بالوفد المتجه إلى مدينة أورومتشي عاصمة إقليم شينجيانغ، حيث عقدت القمة السادسة للإعلام ..
حال وصولي المطار علمت بأن رحلتي المقرر لها الرابعة مساء تأجلت ساعتين وعلي الانتظار حتى موعدها الجديد، فقررت ان التحق بأقرب طائرة متجهة للمدينة على نفس الخطوط إذا ما كان ذلك متاحا، عوضا عن الانتظار لوقت متأخر.
ساعدتني موظفة الحجوزات البشوشة التي اقترحت علي الأمر، وأصدرت لي بطاقة صعود جديدة وتأكدت من نقل متاعي على متن الرحلة المتجهة بعد ساعة لأروموتشي.
هذه خدمة تقدمها ” اير تشاينا ” لزبائنها حال حدوث اي طارئ وهي مجانية في المرة الأولى
وصلنا ليلا بعد رحلة داخلية تجاوزت الأربع ساعات تقريبا للمدينة التي تقع شمال غرب الصين، وتبعد عن العاصمة حوالي 3000 كيلومتر يتخللها سهول وأودية وصحاري وجبال ويمكنك الوصول اليها جوا وبرا عبر وسائل نقل متنوعة ومتطورة
لم يتسنى لنا رؤية المحيط بوضوح لكن الطريق ما بين المطار الحديث والمتطور وصولا إلى الفندق تنبئ عن حال المدينة المكتظة… بنية تحتية جيدة وتصميم عصري أنيق، طرق دائرية رئيسية متداخلة، صممت وخطط لها بشكل جيد ومتدفق، كباري وجسور وعلامات توضح وتحدد المسارات من خلال نظم ذكية وشبكة واسعة من وسائل المواصلات، بنايات شاهقة ومتراصة بنظام جميل ممتدة على طول الطريق.
بعد ساعة من السفر وصلنا وجهتنا … حي من البنايات الضخمة والمراكز الإدارية الحديثة، يقع في وسطها الفندق الضخم الذي تديره شركة الفنادق العالمية ” هيلتون”، كانت صالة الاستقبال تعج بالقائمين على المؤتمر وضيوفه ورواد المكان.
عند وصولنا تلقفني شاب صيني ابلغني بأنه سيكون رفيقي -يتحدث اللغة العربية بنطق خاص- وقد اطلق على نفسه اسم ” نديم” حتى يسهّل على مهمة التواصل معه خلال فترة اقامتي، لم يستقبلني نديم في المطار لأنه لم يتوقع لقائي في وقت مبكر، لكنه لم يخفي سعادته بوصولي بلا عناء.
رافقني للاستقبال وسلمني مفتاح غرفتي وجهاز واي فاي خاص لاستخدام الإنترنت مع ملف يحوي برنامج العمل والزيارات خلال أيام المؤتمر، مؤكدا تواجده وفريق من الزملاء لتأمين إقامة الضيوف وتلبية احتياجاتهم والرد على استفساراتهم.
وفي علبة أنيقة قدموا لنا سترة بتصميم انيق كهدية تقينا برد المكان…
تلقيت دعوة للعشاء لكنني اعتذرت بسبب إرهاق السفر واكتفيت ببعض الفاكهة من بطيخ ورمان تشتهر بهما المدينة.
في الصباح التالي… قائمة الضيوف لم تكتمل بعد ولا زالت قاعة الفندق تعج بالمعنيين بالاستقبال والترتيبات على قدم وساق لانطلاق أعمال القمة في النهار التالي، ما أتاح لي فرصة قضاء وقت حر في المدينة رفقة زميلة صحفية من ماليزيا التقيتها في المطار ليلا، وتعارفنا خلال رحلتنا للفندق..
كان علينا التنسيق مع المرافقين الذين اقترحوا أن يرافقنا شاب من المتطوعين لتسهيل تواصلنا مع المحليين ..يتبع