منصة الصباح

“طاش ما تفويض”!

بوضوح

بقلم : عبد الرزاق الداهش

 

تمنيت على جماعة التفويض غير الإلهي وغير الطبيعي، الاستعانة بفريق عمل مسلسل “طاش ما طاش” السعودي، لإضافة نكهة مسلية لميتا دراما التفويض، مع إطالة عمر المسلسل حتى نهاية رمضان الكريم.

المسلسل كان من حلقتين فقط، في الأولى طلب التفويض، وفي الثانية ظهرت النتيجة، حتى اننا لم نعد نعرف هل هو دراما، أم سياسة، أم تحليل سكر.

فمع وجود (رامز مجنون رسمي)، و(اللمة والشاهي واللوز)، لا ينقصنا إلا مسلسل (تفويض ما تفويض) على وزن، (طاش ما طاش)، تنتهي حلقاته بكلمة: (كانت معكم الكاميرا الخفية).

انا مواطن ليبي، لا مع الإخوان، ولا المقاتلة، ولا ماركس، ولا هيغل، ولا جوز الهند، فقط مع وطن مستقر، موحد، مستقل، تتعزز فيه قيم المواطنة، والحريات، والديمقراطية، وفن إدارة الاختلاف، والتنوع الخلاق، والتداول السلمي على السلطة، وباقي المنتجات التي تتناسب للعصر.

من يريد أن يحكم، فأمامه صناديق الانتخابات، لا صناديق الذخيرة، ولا صناديق ألعاب الأطفال، ولا قصائد الشعر الشعبي الركيكة.

نحن في عام (عشرين عشرين)، بكل ما يعنيه من تدفق معرفي، حرية نفاذ للمعلومات، وفتوحات علمية، ولسنا في زمن هبنقة، أو الجنرال سوموزا.

يكفي عدوانا على عقولنا، يكفي عدوانا على أحلامنا، يكفي عدوانًا على وطن يستحق أفضل من هذه الهرطقة، والكوميديا البائسة.

اليوم نتكلم عن ربع مليون نازح (يعلم الله بحالهم)، نتكلم عن عشرة آلف قتيل، عن رقم أكثر من الجرحى.

اليوم نتكلم عن آلاف المنازل التي لم تعد منازل، عن ببنية تحتية تهدمت، عن عشرات المليارات لا تكفي لمشروع مارشال ليبي لإعادة الإعمار.

مقابل ماذا يخسر الليبيين، هذه الفواتير الضخمة، والهائلة؟

هل مقابلة تمثيلية رديئة، وسمجة، وسخيفة أيضًا، تحت عنوان التفويض.

هل يستحق أن يعيش الليبيين في رمضان واحد، ما بين فيروس كورونا المستجد، وأسوأ منه فيروس كورونا المستبد؟

 

شاهد أيضاً

كتاب “فتيان الزنك” حول الحرب والفقد والألم النفسي

خلود الفلاح لا تبث الحرب إلا الخوف والدمار والموت والمزيد من الضحايا.. تجربة الألم التي …