يواجه عملاق التجارة الإلكترونية الصيني “شي إن” (Shein) موجة متصاعدة من الحملات والمواجهات التنظيمية في الأسواق الغربية، آخرها تقرير لمنظمة السلام الأخضر “غرينبيس” (Greenpeace) كشف عن رصد مواد كيميائية محظورة أو تتجاوز الحدود المسموح بها في الاتحاد الأوروبي داخل بعض منتجات الأزياء المعروضة على منصاتها العالمية.
حيث أجبر التقرير الذي نشرته “غرينبيس”، مُسلطًا الضوء على انتهاكات سلامة المستهلك في منتجات الشركة، “شي إن” على إصدار بيان رسمي للتعقيب والرد.
وأكدت الشركة في بيانها على اتخاذ إجراءات فورية، حيث قامت بإزالة المنتجات المذكورة من جميع منصاتنا حول العالم أثناء إجراء التحقيق.”
وفي محاولة لتبديد المخاوف، أضافت “شي إن” أن نتائج تحقيقها الأولية تظهر أن “جميع المنتجات التي خضعت للاختبار مطابقة فعليًا للوائح الاتحاد الأوروبي”، مؤكدة التزامها بـ “الشفافية الكاملة، والمعايير الصارمة للسلامة .
تأتي هذه الفضيحة المتعلقة بالكيماويات لتزيد من حدة التحديات التي تواجهها الشركة الصينية، خاصة في السوق الأوروبية.
فقبل أيام من تقرير “غرينبيس”، أعلنت فرنسا عن إجراءات صارمة ضد الشركة في أعقاب فضيحة أخرى تتعلق بمبيعات “دمى جنسية تشبه الأطفال” عبر بائعين من جهات خارجية على منصتها الفرنسية.
وفي هذا الصدد، بدأت وزارة المالية الفرنسية امس الأربعاء إجراءات لحظر الموقع الفرنسي لـ “شي إن” “للمدة اللازمة لإثبات للسلطات أن جميع منتجاتها متوافقة نهائيًا مع قوانيننا ولوائحنا .
وردًا على الحملة الفرنسية، أعلنت “شي إن” بشكل مستقل أنها ستعلق مبيعات جميع منتجات الجهات الخارجية في فرنسا لضمان “الاحترام الكامل للقانون الفرنسي وأعلى معايير حماية المستهلك”، في خطوة استباقية تسعى من خلالها إلى احتواء الأزمة القانونية والتنظيمية المتصاعدة في إحدى أهم أسواقها الأوروبية.
تُظهر هذه التطورات أن “شي إن”، كواحدة من أسرع منصات التجارة الإلكترونية نموًا في العالم، تخضع لتدقيق متزايد من قبل الحكومات ومنظمات حماية البيئة والمستهلك، ما يُلقي بظلال كثيفة على عملياتها ويفرض عليها إعادة تقييم شاملة لمعايير سلامة المنتجات والامتثال التنظيمي في الأسواق العالمية.
منصة الصباح الصباح، منصة إخبارية رقمية