رامز رمضان النويصري
الأزمة مستمرة!!!
في أكثر من مرة، أكدت منظمة الصحة العالمية أن أزمة جائحة الكورونا (الكوفيد 19)، ستستمر حتى نهاية العام، وأنه ما لم يكن هناك عقار حقيقي، فالأمر غير محمود العواقب، مع فايروس يقال إنه قادر على التكيف!!!
في هذا السياق، أعلن اتحاد النقل الجوي الدولي (إياتا) في وقت سابق، أن غالبية المطارات على مستوى العالم ستستمر مغلقة للثلاث الأشهر القادمة، إضافة إلى توقع أن تنخفض معدلات التشغيل، عما كانت عليه قبل دخول الجائحة، في توقع لانخفاض الركاب بنسبة 38%، مما يضع صناعة الطيران على المحك، خاصة وإن هامش الربح في هذه الصناعة حوالي 5%!!
عادات جديدة!!!
قبل أن ندخل نفق الكورونا، كانت شركات الطيران الكبرى، تفتخر إنها قادرة على زيادة عدد ركابها بشكل مضطرد، يصل لاضعف كل 15 سنة، وهو ما هوت به الجائحة من علٍ، خاصة مع توقع انخفاض عدد الركاب عند إنهاء هذه الأزمة، كما ذكرنا سالفاً.
هذا ويتوقع خبراء الطيران، أن المسافرين عبر المطارات والطائرات، ليسوا هم من قبل الأزمة، فهم يتوقعون وعياً أكثر وبالتالي عادات سفر جديدة، وبشكل خاصة الرحلات الطويلة. حيث لن يكون السفر إلا لضرورة، وضمن حدود العمل، مع اتخاذ جملة من التدابير الوقائية.
هذا سيؤثر بشكل مباشر على أعمال السياحة، لينسحب على الفنادق والمطاعم والمزارات السياحية الكبرى.
كراسي الكورونا!!!
وفي خطوة استباقية، عرض مؤخراً تصميم جديد لكراسي الركاب في الطائرات. فقد أطلقت شركة التصميم الإيطالية أفيو أنتيريرز (Avio Interiors) مفهومين جديدين لتصميم مقاعد الطائرة، والتي يمكن أن تحافظ على سلامة المسافرين -أو على الأقل جعلهم أكثر أمانًا- في عالم ما بعد الوباء. بالاعتماد على؛ منع العدوى، أو الوضع المزعج في حالة جلوس شخص يسعل أو يعطس بجانبك خلال رحلتك.
التصميم الأول الذي أطلق عليه اسم (Glassafe) يعد حلا سهلا يتم عن طريق تثبيت حواجز زجاجية على مستوى الركاب بشكل كامل، ويمكن تثبيته على المقاعد الحالية لوضع حاجز أكثر أمانًا بين الركاب الذين يتقاسمون المقعد نفسه. بحيث أن هذه الحواجز الزجاجية تقوم مقام المسافة الاجتماعية المطلوبة لمنع العدوى، من خلال تجنب أو تقليل الاتصالات والتفاعلات عبر الهواء، وتقليل احتمالية التلوث بالفيروسات أو غيرها.
أما التصميم الثاني لمقاعد الطائرة، فاسمه (Janus Sea)، وهو مقعد ذي وجهين، حيث يمكن أن يسمح بفصل ثلاثة ركاب عن طريق درع مصنوعة من مادة شفافة تعزل المقعد الأوسط مع تغيير اتجاهه ليكون عكس المقعدين الجانبيين، وهو ما يعد حاجزًا وقائيًّا للجميع. وما يعيب هذا التصميم أنه سيتطلب إعادة تشكيل كامل مقصورة الركاب، كونه ليس مجرد أداة إضافية كسابقه.
تقول الشركة، إن هذه التصاميم استوحيت من رجل الأعمال “ريك بيسكوفيتز” والذي ارتدى خيمة شخصية وشفافة في مقعد طائرة تجارية، أثناء رحلة في أوائل فبراير الماضي، لتجنب الإصابة بالفيروس القاتل.
ومع هذا يبقى السؤال الأهم حول هذه التصاميم؛ هل يمكن أن تمنع العدوى فعلاً؟ وماذا عن بقية الإجراءات في المطارات؟ وكم ستكون تكلفة هذه التغييرات على قطاع يعاني بشكل كبير في الوقت الراهن؟ وهو ما أشرنا له سابقا بتغير عادات السفر!!!
آثار إيجابية!!!
يرى البعض إن توقف حركة الطيران، وعودتها بمعدلات تشغيل منخفضة، سيكون له أثره الإيجابي على البيئة في انخفاض نسبة التلوث الجوي، والمحيط، الأمر الذي ينعش المحيط بيئياً.
هل هذا كل شيء؟
ربما!!! لكن ما هو واقع أن شركات الطيران تتعرض الآن لأزمة كبيرة، وكبيرة جداً!!