منصة الصباح
شركات الطاقة الكبرى تعيد بوصلتها نحو النفط والغاز  "بي بي" نموذجًا  

شركات الطاقة الكبرى تعيد بوصلتها نحو النفط والغاز  “بي بي” نموذجًا  

في تحول استراتيجي لافت، تتخلى شركات الطاقة الكبرى تدريجياً عن مشاريع الطاقة المتجددة، وتعود لتركيز استثماراتها في قطاعي النفط والغاز.

هذا التوجه، الذي تُمليه اعتبارات الجدوى المالية والتطورات السياسية، يعكس حالة من إعادة تقييم الأولويات في سوق الطاقة العالمية.

وفي هذا السياق، تبرز شركة “بي بي” البريطانية كنموذج لهذا التحول، حيث أعلنت عن بيع مشروعها لطاقة الرياح في الولايات المتحدة، بالتزامن مع عودتها لاستئناف أنشطتها في ليبيا.

الجدوى الاقتصادية تتفوق على الطموح البيئي

تُعد خطوة “بي بي” الأخيرة، التي أكدتها الإدارة العليا للشركة، مؤشراً واضحاً على تراجع الشركات الكبرى عن المشروعات التي لا تحقق الأرباح المتوقعة، حتى في ظل الدعم الحكومي المقدم لقطاع الطاقة المتجددة.

ويأتي هذا التحول بعد أقل من خمس سنوات من إعلان “بي بي” عن خطة طموحة للتحول نحو الطاقة الخضراء، والتي تضمنت زيادة توليد الكهرباء من الرياح والطاقة الشمسية بشكل كبير.

وقد علّق نائب رئيس الشركة، ويليام لين، على هذا القرار قائلاً: “لقد أوضحنا أننا سنواصل ترشيد وتحسين محفظتنا الاستثمارية لتحقيق القيمة”.

هذا التصريح يؤكد على أن الأرباح المالية أصبحت هي المحرك الأساسي لقرارات الشركة، مما يلقي بظلال من الشك على الاستدامة المالية لمشاريع الطاقة الانتقالية على المدى الطويل.

التطورات السياسية الأمريكية تزيد من التحديات

تتزامن هذه التطورات مع تحديات سياسية في الولايات المتحدة، خاصة مع عودة الرئيس السابق دونالد ترامب.

تشير تقارير إلى أن سياساته قد تشكل عقبة أمام مشاريع الطاقة المتجددة، حيث يواجه قطاعا طاقة الرياح والطاقة الشمسية صعوبات كبيرة.

وقد وجدت دراسة لشركة “إنفيروس” أن ما يصل إلى 43% من مشاريع طاقة الرياح و70% من مشاريع الطاقة الشمسية في الولايات المتحدة قد تكون مهددة بالتوقف بعد انتهاء الدعم الحكومي.

ليبيا كمركز جاذب للاستثمار في النفط والغاز

في المقابل، تعود “بي بي” إلى ليبيا بعد غياب دام لأكثر من عقد، حيث وقعت اتفاقية أولية مع المؤسسة الوطنية للنفط لإعادة تطوير حقلين كبيرين في حوض سرت.

وتعتزم الشركة إعادة فتح مكتبها في البلاد بحلول نهاية العام، وهو ما يؤكد على جاذبية ليبيا كوجهة استثمارية في قطاع النفط والغاز.

وتُظهر عودة “بي بي” أن النفط والغاز لا يزالان يمثلان مصدراً رئيسياً للأرباح، وأن الشركات الكبرى مستعدة للعودة إلى مناطق كانت تعتبرها محفوفة بالمخاطر، طالما أن العائد المالي مجزٍ.

هذا المسار الجديد يثير تساؤلات حول مستقبل التحول العالمي للطاقة، ويؤكد على أن النفط والغاز سيظلان يلعبان دوراً حيوياً في مزيج الطاقة العالمي لسنوات قادمة.

شاهد أيضاً

مصرف استثماري لتحالف دول الساحل

مصرف استثماري لتحالف دول الساحل

شهدت العاصمة النيجرية “نيامي”، خلال اليومين الماضيين، الإعلان عن تأسيس مصرف استثماري أفريقي جديد، يضم دول …