منصة الصباح

سلامات سلامة

بقلم / عبد الرزاق الداهش

لم يخسر غسان سلامة شيئا، فقط أنه حاول ولم ينجح، وللمجتهد أجر واحد على الأقل.

الذي يخسر في كل مرة، هو نحن الليبيين، ضاع الكثير من أولادنا، والكثير من مقدراتنا، ووقتنا كله.

غسان سلامة مثل كل إنسان في هذه العالم، ولأسباب تتعلق بصناعة سيرته الذاتية، أو تطلعاته الغريزية، حاول أن ينجح.

سافر من بلد إلى بلد، وتقابل مع من يستحق، ومع من لا يستحق، وسمع القليل من الكلام الذي يُسمع، والكثير من الذي لا يُسمع.

حاول المبعوث الأممي أن يكون خير داعم لهذا الشعب، ولكن لا يمكن مساعدة من لا يريد أن يساعد نفسه.

حاول المبعوث الأممي أن يكون ليبيًا، ولكن ليس بوسع أي شخص في العالم أن يكون ليبياً أكثر من الليبيين.

الجميع كان يتهمه بعدم الحياد، وبعدم النزاهة، وبالتواطؤ مع الأخر، وبمنطق من هو ليس معي فهو ضد الوطن، أو حتى الله.

الجميع كان يوجه له سيلا من الانتقادات، وسيلا من الهجاء، كما ولو أنه هو المشكلة كلها، وليس حتى جزء من حلها.

عمل الرجل طيلة فترة ولايته على تدوير كل من هم جزء من المشكلة، ليكون جزء من الحل، فلم يتحقق شيء إلا اعادة انتاج الكارثة.

بدأ مشروعه بالذين كانوا جزء من المشكلة في الداخل، فلم يصل إلى غدامس، وانتهى بالذين كانوا جزء من المشكلة ولم يخرج من برلين.

استخدم خطابا شعبويا مرة، وسياسيا مرة، وتصالحيا مرة، فلم يعوض في ليبيا، ما لم يحققه في العراق.

ولم يكن الرجل الجيد ولكنه لم يكن السيء، وتظل الأعمال في النهاية بالمآلات، لا بالنوايا.

شاهد أيضاً

فتح أبواب المدارس أيام السبت لطلبة شهادتي الأساسي والثانوي

  الصباح وجه وزير التربية والتعليم موسى المقريف اليوم كتابا الي مراقبي الوزارة بالبلديات، وجه …