بوضـــــوح
بقلم / عبد الرزاق الداهش
ساسي شوشة من مصر، وحبيب زيدي من العراق، وعادل الطيار، وأمجد الحوراني من السودان، وألفا سعادو من نيجيريا، وعبدالستار عيروض من سوريا.
هذه أسماء لفدائيين، واستشهاديين، قاموا بعمليات انتحارية في بريطانيا وإيطاليا خلال الأيام القليلة الماضية، دون أن يأتي الإعلام الغربي على ذكرهم.
لم يكن أيا منهم يحمل حزاما ناسفا، أو أصبع ديناميت، وحقيبة مفخخة، سلاحهم كان سماعتهم الطبية، وأجهز قياس ضغط الدم، والحرارة.
ستة أطباء مسلمين خمسة هم أول من مات في بريطانيا، والسادس هو أول من مات في إيطاليا، وفي عمليات انغماسية، ولكن ليس لكي يقتلوا غيرهم، بل لكي يعيش هذا الغير.
أصحاب المعاطف البيضاء الستة، لم يكونوا يعرفون أسماء مرضاهم، ولا جنسية مرضاهم، ولا ديانة مرضاهم، ولكن يعرفون أن الإسلام.
هؤلاء هم سفراء الإسلام الحقيقي، إسلام الإيثار، والتضحية، والمحبة، والخير، والسلام، والأخوة في الإنسانية.
وهؤلاء هم الوجه الأخر لإسلام لا يعرفه الغرب، الذي أنتج صورة نمطية لإسلام مشوه، من خلال أبو بكر البغدادي، وأيمن الظواهري، وسيد قطب، وأسامة بن لادن، وأبو الأعلى المودودي.
الإسلام ليس شخصا بعينه، وليس جبة وعمامة، بل أنه حالة إسلامية، تعكس القيم المطلقة لهذا الدين.
الرحمة لشهداء أو سفراء الإسلام الستة، الذين ماتوا وهم يقودون الجيوش البيضاء، في حرب مقدس، من اجل الحياة، ضد فيروس كورونا.