حاورتها /حنان علي كابو
قلم بارز في المشهد الصحفي الليبي حمل على عاتقه مسؤولية الكلمة،تمرس وتدرج في دروب الصحافة .
عمرا بأكمله رافقت سالمة المدني مهنة المتاعب دون ملل أو كلل ترأست عبر محطاته الكثيرة صحف ومجلات ومهام .
احتفت مؤخرا بديوانها الشعري الأول “كومة فرح ” لتوثق أيضا مسيرتها الشعرية ،وستلحقه باصدارين جديدين .
حول الصحافة والشعر والمشهد الثقافي كانت هذه الوقفة معها ….

الكتابة توثيق لحالات انطفاء وتوهج
- من الصحافة الى الشعر لماذا الكتابة ؟
الكتابة هي المفتاح، وبدأتها بكتابة المقالات التي نشرت في الصفحة الأخيرة بصحيفة الجماهيرية سنة 90 و 91م . تحديدا
الكتابة فعل بوح وتعبير وافصاح عن راي، و حالة تداعي لتسطير بعض ما نعيشه سواء كانت معاناة او فرحة بهجة ..مواقف مستفزة . مواقف فاصلة في حياتنا.. كل هذا يجعلنا نلجا الى الكتابة ..وهي أداة تعبير وصراخ بشكل اخر .
الكتابة فعل توهج و تدوين وتوثيق لحالات انطفاء لحالات انتشاء لحالات غضب لحالات قهر .كل هذا نعبر عنه كتابة سواء مقالة أو خاطرة أو قصيدة ولا اخفي عليك الكتابة الإلكترونية في صفحتي على الفيسبوك هي من أوجدت لي فضاء للبوح ووثقت نصوصي التي جمعتها.
الفضاء الإلكتروني جعل للصحفي خصوصية التعبير عن ذاته والتمادى في بوحه و تدوين مشاعره و لحظات انفعاله لتكون نوعا من أنواع الادب ، اما خواطر واما نصوص شعرية واما قصص قصيرة.
تكريم وبلسم حقيقي
- كرمت من قبل اعلاميات ورائدت هل هو استحقاق تأخر عن موعده ،ومتى إنتاب المدني شعورا بالجحود ؟
تكريمي من مثقفات و اعلاميات طرابلس اسعدني جدا جدا جدا واجماعهن على تقدير مسيرتي في مهنة المتاعب، وتتويجها بعملي عضو اللجنة الإعلامية في مهرجان المسرح الذي أقامته الهيئة العامة للسينما والمسرح والفنون سنة 2023م، مفاجأتي بتكريمي في بيت اسكندر الفنون في اشد حالاتي ضنكا حيال ما تعرضت له من من اقصاء واهمال، في حين سيرتي الذاتية مليئة بالعمل والعطاء سيرة مسطرة بشهادات شكر وتقدير من رؤسائي.
و تؤهلني لتولي مواقع متقدمةو مؤسسات صحفية و اعلامية ،ولكن طبعا كما يعرف الجميع في ليبيا هناك منظومة تؤهل لمواقع متقدمة هي منظومات المصالح والولاءات والوشاية و والاقصاء ،وهذا هو السائد .

ولهذا كان تكريم مثقفات طرابلس وهداياهن الكثيرة التي اخجلتني حقيقة ورفعت معنوياتي اكبر من اي تكريم لانه حقيقي.. تكريم نابع من شهادات حقيقية .. تكريم كان بلسم واستحقاق واعتراف بجهودي العملية جعلني اقول ان هذه البلاد تستحق طالما ان البعض يقدر جهودنا ويقول شكرا …هذه البلاد تستحق ان نقدم لها الكثير والكثير.
روح الفريق
- باع طويل في التجربة الصحافية ترأست خلالها مجلات وصحف ،كيف تنظرين الي تجربتك الآن ،وكيف حال الصحافة الليبية مع تطور ادواتها ؟
انا انجح من خلال فريق واؤمن بروح الفريق واشتغل من خلال فريق في كل المناصب او المسؤوليات التي توليتها ولهذا فانا راضية كل الرضاء عن نفسي وعن مسيرتي وقد نقشت اسمي بمثابرتي وجهدي واخلاصي في المشهد الصحفي والثقافي بانحيازي للثقافة والفنون ودورهما في انتشال المجتمع من السطحية والتفاهة واللاجدوى الى مراكز من العلم والعمل متقدمة عبر هذه الادوات .
كما تعلمين حنان انا توليت العديد من الصحف والمجلات” البيت ،والامل والشط ،وصباح اليوم ،”وكنت ايضا رئيس تحرير المساعد لمجلة “المستقلة الالكترونية” مع المفكر الكبير استاذ عبد المنعم المحجوب الذي كلفني بهذه المهمة و عبر هذه المسؤوليات استطعت أن اعمل بأخلاص وعلى قواعد العمل الصحفي وهي الصدق و الحيادية والمسؤولية الاجتماعية
تجربتي في العمل الصحفي وتجربتي في تولي العديد من مسؤوليات الصحف الصدر بالهيئة العامة للصحافة في عمر مبكر بالنسبة لي كانت تجربة حقيقة غنية بالمعارف والانتاج ، انا جدا سعيدة بمنجزي هذا المنجز الذي تمكنت من خلاله انني اترك بصمة ان تكون مجلة” البيت” من 99م حتى 2002م منتدى ثقافي لكل المثقفين والكتاب وكنت حريصة جدا على الاتصال بهم واستضافتهم و تهيئة المكان والاجواء المناسبة لهم حتى يقدموا للصحافة الليبية نتائجهم الادبي والفكري من خلال مشاركاتهم بقصائدهم الشعرية بقصصهم القصيرة باعمالهم الفنية التشكيلية
كومة فرح
- كومة فرح ” وليدك الروحي الأول الذي تأخر كثيرا في رؤيته للنور ….وطبع على حسابك الخاص لمن تهديه سالمة ومتى يتحول الشعر الي كومة فرح ؟
ديوان “كومة فرح ” هذا الديوان سبق وقدمته لوزارة الثقافة مخطوط وقعت عقدا بالخصوص سنة 2019م ومع ذلك طوال هذه الاربع سنوات لم يصدر الديوان بعد رغم توقيع العقد مع مدير ادارة الطباعة والكتاب الاستاذ محمود الله يرحمه، ولم يعد هناك مناص من طباعة ديواني على حسابي الخاص، وبالحاح من صديقي الناشر صاحب مطبعة الفورتي محمد الفورتي ارسلت له نصوص التي تكونت من 50 نصا وايضا اهداني الفنان التشكيلي عادل سالم لوحه الغلاف والحمد لله خرج للعلن واحتفلت بتوقعه في مهرجان ليالي المدينة في موسمه الثالث بالمدينة القديمة طرابلس وسط احتفاء من الكتاب والادباء و الصحفيين،
العمل اهديته لوالدي وهما مدرسة من القيم والمحبة وبذار الفرح والفزعة، واهديته الى اخوتي عدتي في النائبات وجنائن الروح وبهجة القلب واخواتي اتكاءاتي وفضاءات الجمال والبهاء والباسقات واهازيج العمر الجميل امهات وابنائي وفرح قلبي ..
“غيمة فرح “
- كيف حال الشعر معك ..؟
الشعر غيمات من الفرح محملة ببدار الحب الذي يزين الارض
والمطر الذي يغسل القلوب، فتصفو وتحلو الحياة.

“أغنيات أمي “
- علمت أنك تعملين على جمع اغاني الرحى في كتاب جديد عن الشعر الشعبي والذي يعد اضافة مهمة في الموروث الليبي كما لديك كتاب اخر تجهزين له …حدثيني عنهما ؟
ما يخص كتابي الثاني فهو جاهز مخطوط بالشعر الشعبي وان شاء الله سيرى النور قريبا،
اما المخطوط الثالث فهو بعنوان” اغنيات امي ” وهي الاغنيات التي سجلتها وكتبتها في زمن مبكر ،وانا استمع الى امي وهي تتغنى باخوتها وبوالدها وب منازلهم وحياتهم سجلت هذه الاغاني في زمن مبكر وكنت اقدمها للسيد احمد النويري لي برنامج ” قال صاحب العقل :فهي تشكل إضافة للموروث الشعبي الليبي وللمراة الليبية تحديدا..
احتفاء ودراسة
- أراك مهتمة ومتتبعة للمشهد الثقافي عن قرب ، ما الذي يميزه وماذا ينقصه ؟
المشهد الثقافي الليبي زاخر بكل انواع الادب ،بالرواية والشعر والقصة القصيرة والاعمال الفنية و اللوحات التشكيليه ،زاخر بالاصوات الجديدة التي استمعت لها في معرض طرابلس الكتاب الذي اقيم سنه 2019م، استمعنا الى روائيون شباب وقصاصون شباب وشعراء شباب أسعدنا كثيرا، لكن هذا المنجز يحتاج الى القراءات النقدية ،ويحتاج الى ندوات ويحتاج الى احتفاء ويحتاج الى دراسة كل هذا ما ينقص المشهد الثقافي الليبي الذي قائم الان على المجاملات والنقد السري.
المشهد الثقافي الليبي زاخر كما ذكرت لان هناك روائيون تحصلوا على جوائز عالمية وبعضهم ترشح لجوائز عالمية، و ترجمت الروايات الليبية الى لغات اخرى كما مع الروائية نجوى بن شتوان ومع اسماء اخرى معروفة في الوسط.
الشعر الليبي والشاعرات ليبيات تالقنا في مهرجانات دولية كما في مهرجان باريس نصوص ترجمت للغات اخرى مثل الايطالية والفرنسية،
و في الجانب الروائي رواية “الكلب الذهبي” للاستاذ منصور بوشناف ترجمت لعديد اللغات، واقيمت حولها العديد من الندوات الفكرية والنقدية.
النتاج الادبي الليبي زاخر ولكنه يحتاج للاحتفاء به محليا من قبل وزارة الثقافة و ما نشهده حاليا هو نشاط المجتمع المدني المتمثل في طرابلس ،متلا لدينا الجمعية الليبية للاداب والفنون التي تقوم دائما بأنشطة ثقافية تكاد تكون دورية،وتتولى الاحتفاء والتركيز على المنجز المحلي وعلى الاسماء الليبية وهذا طبعا احد الادوار الرئيسية او المهام الرئيسية لوزارة الثقافة التي ينبغي ان تكون قائمة بدورها في ترسيخ ونشر الثقافة من خلال منهجة الادب الليبي في مراحل الدراسة في كل مراحل الدراسة لدينا.