منصة الصباح

حمل الجماعة… ريش

باختصار

بقلم/ د. علي عاشور

تعد مدينة زليتن أحد أكثر المدن الليبية ذكراً في مواقع التواصل الاجتماعي ليس فقط بسبب ما تمر به هذه الأيام، بل ومنذ سنوات ورواد تلك المواقع يأتون على ذكرها، حتى أنهم أطلقوا عليها نعوتاً متعددة، منها: مدينة القرآن والتجار، وموطن الأموال والدولار…

وفي كل الأحوال هي مدينة يقطنها ثلث المليون نسمة، فمن الطبيعي أن تجد فيها كل ما يدل على تلك المسميات… خاصة وأنها تمتلك موقعاً جغرافياً شاطئياً مهماً، وتحتضن أكبر منارات ليبيا لتحفيظ القرآن، وتضم محالاً كثيرة للذهب والمجوهرات، وأسواقاً ومحلات، وعدة مصانع وشركات، ومعارض لكافة أنواع السيارات، وجامعة تحوي عديد الكليات تخرج الكوادر في مختلف المجالات… ناهيك عن الأراضي الشاسعة الصالحة للزراعة.

      كل هذه المقومات والخيرات والخبرات…. تواجه اليوم كارثة بيئية خطيرة تهدد حياة الإنسان قبل البنيان، وهي ظاهرة ارتفاع منسوب المياه الجوفية في كل المدينة وضواحيها، الأمر الذي أصاب السكان بنوع من التوتر والخوف، وإن كابر بعضهم عن إظهار ذلك.

     المجلس البلدي للمدينة يقوم ما بوسعه للتصدي لهذه الكارثة، الحكومة تعمل ليل نهار؛ لمعرفة أسباب الكارثة لوصف العلاج بشكل جدري، مع استمرار جهود مؤسساتها المختلفة في الأماكن المتضررة، كما تم الاستعانة بمراكز بحثية دولية لحل هذه الكارثة، وعلى رأسهم الفريق البحثي الذي وصل للمدينة قبل أيام قادماً من المملكة المتحدة  للمساهمة في عمليتي التشخيص والعلاج، لكن ما شد انتباهي  هو منظر الجموع الغفيرة التي كانت تتبع  ذاك الفريق عند معاينتهم للمواقع المتضررة، وكأنهم ينتظرون منهم استخدام عصاة سحرية تعالج الكارثة بشكل فوري.

    الفريق البحثي يحتاج إلى مزيد من الوقت للمعاينة والبحث والتحليل، ليعرف أسباب الكارثة وتاريخها، وهذا يعني أنه يحتاج إلى مناخ مناسب يساعده في أداء مهامه، لا إلى تجمعات تربك العمل وتشوش على الباحثين، كما أنه يجب على جميع سكان المدينة المبادرة –خاصة رؤوس الأموال- مساعدة الأسر المتضررة، لاسيما فيما يتعلق بتوفير السكن لتلك الأسر، فالمدينة في محنة حقيقية وكبيرة، ولا يمكن الخروج منها إلا بتكاثف جهود الجميع.. الجميع بدون استثناء… فحمل الجماعة… ريش.

شاهد أيضاً

نَحْنُ شُطَّارٌ فِي اخْتِلَاقِ الأعْذَارِ

باختصار د.علي عاشور قبل أيام قليلة نجحنا نحن الليبيون في ما يزيد عن خمسين بلدية …