منصة الصباح

( روليكس )

( روليكس )

زكريا العنقودي

كنت وقريب لي بشارع الاستقلال نبحث عن محل ساعات ليجد لنا مسمار ليد ساعة سويسرية قديمة يبدو انها انقرضت بعد وفاة صانعها .

الكل نصحنا بتلك المحال الصغيرة التي تقع يساراً اخر اقوس شارع الاستقلال وانت متجه لميدان الشهداء .

دخلنا احدها عرف صاحب المحل نوع الساعة وإنها لشركة قد أقفلت منذ سنوات لكنه سيحاول أن يجد من خلال مساميره المتعددة البديل ..

المحل كان فخما لكن بديكور خشبي له روح السبعينيات ويبدو إنه يتم تحديثه بانقطاع ، كذلك يبدو نصف من كل شئ فلا تعرفه وكيل و لا تعرفه صيانة و لا تعرفه للبيع ، لكنه محل عتيق جداً في مجال الساعات وعلمنا ذلك من خلال الصور الابيض والاسود المعلقة به ، كذلك علمنا من خلال مشاهدت المعروضات انه مختص بساعات الروليكس فقط .

وبين دخوله المستمر لورشة داخلية للصيانة وخروجه لنا كي يجرب كل مرة احد مساميره التي يجلبها ثم يجربها على ساعتنا .

سألته عن الساعات المعروضة خلفه وهل هي للبيع ؟

فأجابني نعم لكنها ليست جديدة بل أن منها ماهو طرازه عتيق جداً ومنها ماهو مصنوع منذ سنوات قريبة وهي كلها اصلية وبسندات ملكية و العارضون هم المالكون لها والمحل يكتفي بعرضها فقط .

حينها استأذنته أن ادخل خلف البار كي امتع نظري بها .. بفاخمتها بتاريخها .. ولما لا وهي الروليكس العظيمة والتي طالما سمعت وشاهدت وقرأت الكثير عنها .

بكل أدب تجاوب معي صاحب المحل الجنتلمان وفتح لي الباب الخشبي للبار فدخلت وبدأت رحلتي في التأمل وطبعاً مع التأمل الكثير من التقصقيص ومتابعة الاسعار المعروضة .

كانت الاثمان تبدأ من 4000 وتزيد رويداً رويداً حتى توقفت عند إحداها مكتوب عليها38000 فسألته يامولانا هل معقول ساعة وقديمة بثمانية وثلاثين الف دينار ؟؟!! .

أبتسم صاحب المحل في وجهي حينها وعلم أنني من عالم اخر لامجال له بالساعات وماركاتها واهميتها اللهم الا إن كنت من الزمن اللي كانوا يجيبوا فيه من السعودية في الساعات بالكيلوات فترة السبعينيات .

حينها اختصر علي الامر بقوله لا ياصديقي ثمنها 38الف دولار … وكل المعروض امامك ثمنه بالدولار .

لم يتركني لحيرتي وفمي الفاغر طويلاً وسحبها من الفترينة. وبكل حرص وضعها بين يدي وقال خذ ولا تخف وأضاف ساخراً ( خذها فلن تلدغك) وتحسسها بين أناملك لربما علمت سبب قيمتها العالية هذه.

تناولتها متخوفاً اول الامر كي لا تقع من بين اصابعي المرتعشة لكنني تمالكت نفسي واخذت أقلبها بين يداي و تركته ينتظر خاصة وأن الامر اخذ مني بعض الوقت وانا اتحسسها بحواسي الستة !!! .
فبادرني بقوله ..

عما تبحث أن محركها اصلي ويدوي وسمى لي تاريخا ورقما ينتمي اليه (وليس لي عما سمى من سلطان ) ثم اضاف أنها عاملة بالكامل ومعها ضمان طوال العمر كما أن دوائرها وريشاتها و عقاربها تقدم جميع الخدمات ..

توقع حينها أن اعيدها اليه لكنني اطلت النظر خلف شاشاتها وكأنني ابحث عن نقيصة فيها .

فقال لي عما تبحث اخبرتك أن عقاربها كلها عاملة وتقدم كل الخدمات ..

حينها عدت لصوابي وانتبهت انني عطلت الرجل فأعدتها اليه وانا ابتسم معتذراً و محاولا الرد على سخريته حين ناولني الساعة (ومانخليهاش تموت فيا ) بقولي

اعذرني للتأخير فقط كنت ابحث بين مجموع دوائرها وريشاتها وعقاربها عن عقرب خاص لربما يشير الى توقيت يوم الحساب .!!!

شاهد أيضاً

زيادة الوزن وطريق الموت

مع شاهي العصر: توجد دولة في جنوب أمريكا اسمها بوليڤيا بها شارع يعد أخطر شارع …