حـديـث الثـلاثــاء
مفتاح قناو
أنجبت الحركة الموسيقية التشيكية عددا من الموسيقيين الكلاسيكيين الكبار، كان أهمهم بدرجيخ سميتانا وانتونين دفورجاك، الأول سبق الثاني بحوالي 17 سنة وسنتحدث في هذا المقال عن الموسيقار دفورجاك الذي ولد في قرية صغيرة من ضواحي مدينة براغ عام 1841م.
كان والد دفورجاك جزار القرية الوحيد وكان يرغب في توريث أبنه مهنة الجزارة، إلا إن دفورجاك كان مولعا بالموسيقى فحاول تعلم العزف على آلة الفيولين واستطاع أن يجيد العزف عليها، ثم تعلم في المدرسة العزف على البيانو الموجود بالمدرسة، ثم درس الموسيقى والتحق بعدها بفرقة المسرح القومي التشيكي وعمل بالفرقة تحت قيادة أستاذه سميتانا.
أول أعماله الناجحة كان أوبرا بعنوان “الملك وعامل المناجم”، وقدم عددا من الأعمال القصيرة الأخرى لكن عمله المميز كان أوبرا “روزالكا العذبة”
“روزالكا العذبة” نص جميل كتبه الشاعر التشيكي ياروسلاف كفابيل وقد اقتبسه من نصوص الأساطير القديمة التي كتبتها في القرن السابع عشر الكاتبة التشيكية المعروفة (بوجينا نيمتسوفا ) .
وضع دفورجاك الأوبرا في صورتها النهائية عام 1900 و لم يتسنى عرضها على ركح المسرح الوطني التشيكي إلا في اليوم الأول من شهر مارس1901 .
وقصة الأوبرا تحكي عن جنية صغيرة اسمها روزالكا تعيش مع أبيها الجني حارس نبع المياه العذبة، الذي يقع في أطراف الغابة وكانت روزالكا تعيش في فراغ ووحدة و ملل ، لكن والدها لاحظ عليها علامات الحزن الشديد فقام بمراقبتها ليعرف السبب.
أدرك والدها سبب حزنها فهي تراقب ذلك الأمير الإنسي الذي يأتي للصيد في البحيرة وهي معجبة به لكنها تعرف أنها جنية و أنه أنسي لذلك لا تستطيع الارتباط به فهما من عالمين مختلفين.
أرسل والدها في طلب الساحرة العجوز “يجيبابا”لعلها تستطيع مساعدة ابنته على تجاوز الأزمة، لكن روزالكا استمرت في عنادها وطلبت من الساحرة العجوز أن تحولها إلى إنسية لكي تستطيع الارتباط بالأمير الشاب، وقبل أن تحولها إلى إنسية أخبرتها بأنها لن تستطيع الرجوع إلى طبيعتها الجنية إلا بعد شرط شديد الصعوبة هو أن تقتل الأمير بخنجر لكي تعود إلى طبيعتها، وتستمر الأوبرا إلى نهايتها.
أحب دفورجاك الريف التشيكي وبشكل خاص إقليم مورافا وجمع منه عددا من أللحان الشعبية المعروفة وقدم منها عمله الرائع “الرقصات السلافية”
كما زار أمريكا ووضع فيها سيمفونيته الشهيرة التي حملت عنوان “العالم الجديد”