منصة الصباح

4 روايات عن فلسطين شاهدة على حزن الإنسان

خلود الفلاح

كثيرة هي الروايات التي تتناول القضية الفلسطينية، تلك المأساة التي عاشتها أجيال منذ العام 1948، وحتى يومنا هذا.

هذه الروايات لا تخبرنا عمّا حدث فقط وإنما تستدل إلى آثار ذلك الحدث على حياة الإنسان، تستخدم وقائع التاريخ ليس من أجل توثيقها. بل تقتنص ظلال ذلك التاريخ من أجل تتبع تأثيرها.

الأزرق بين السماء والماء

في هذه الرواية تصف الكاتبة الفلسطينية الأمريكية سوزان أبو الهوى (1970) تاريخ معاناة عائلة فلسطينية عبر أجيال مختلفة في مخيم النصيرات للاجئين الفلسطينيين في غزة.

تتبع سوزان أبو الهوى ـ وهي أيضا ناشطة سياسية في مجال حقوق الإنسان ـ حياة عائلة بركة من بيت دراس التي تضم نظمية البنت الكبرى، وممدوح، ومريم وأمهم الأرملة. وحينما تداهم قوات الاحتلال الإسرائيلي القرية وتُشعل فيها النيران، تضطر العائلة لقطع الطريق الطويل وصولاً إلى غزة، ومع توالي أحداث الرواية نكتشف مدى الصبر والقوة التي تكبر في روح نظيمة من أجل مقاومة الاحتلال والتهجير. ولم شمل العائلة التي تعيش في مناطق عدة من العالم.

في الحرب والعنف والذاكرة والظلم والمعاناة الدائمة للشعب الفلسطيني في مواجهة احتمالات لا يمكن التغلب عليها.

وتقول سوزان أبو الهوى أن جميع الشخصيات في كتبي هي من وحي خيالي، ولكنها تستند إلى حكاوي الناس الذين قابلتهم أو إلى خبراتي وذكرياتي. لكلٍ منّا قصته التي ليست بحالٍ من الأحوال معزولة ومنفصلة عمن يعيشون حوله. وكذلك شخصيات الرواية ليست منعزلة.”

رواية “الأزرق بين السماء والماء” نقلها إلى العربية المترجم محمد عصفور، وصدرت عن دار جامعة حمد بن خليفة للنشر ـ 2018.

تفصيل ثانوي

تنتمي هذه الرواية للكاتبة الفلسطينية عدنية شبلي (1974) إلى سردية الشتات، وتعود أحداث الرواية إلى العام 1949، أي بعد عام من النكبة، وتهجير وطرد أكثر من 700 ألف فلسطيني، الرواية تقدم صورة مشهدية للحياة الفلسطينية بعد اغتصاب الأرض.

تبدأ الرواية بصورة لكتيبة اسرائيلية يعسكر جنودها في صحراء النقب، أوكلت إليهم مهمة ترسيم الحدود مع مصر ومنع المتسللين العرب من اختراقها، وفي الأثناء يقوم مسؤول الكتيبة باغتصاب فتاة فلسطينية، ثم قتلها ودفنها في الصحراء.
وبعد أكثر من خمسة عقود، تقرأ فتاة من رام الله، عن جريمة الضابط وجنوده في جريدة إسرائيلية. عندها وتقرر أن تتقصى آثارها بحثا عن الحقيقة.

لابد من الإشارة إلى أن رواية “تفصيل ثانوي” الصادرة عن دار الآداب 2017، والمترجمة إلى اللغة الألمانية كانت مرشحة لنيل جائزة “ليبراتور” والتي تمنح سنويا للآداب الأفريقية والأسيوية والأمريكية الجنوبية.

واعتبرت لجنة الجائزة أن هذه الرواية عمل فني محكم يحكي عن سطوة الحدود، وما تفعله الصراعات الدموية في البشر.

عدنية شبلي والتي كان من المقرر أن تستلم الجائزة الشهر الماضي في إطار معرض فرانكفورت للكتاب، لكن بعد الحرب الدامية التي تشهدها مدينة غزة. طالبت بعض بضرورة إلغاء منح الجائزة للكاتبة عدنية شبلي واتهام الرواية بمعاداة إسرائيل، ومعاداة السامية.

ربيع حار

تجسد هذه الرواية للروائية الفلسطينية سحر خليفة (1941) الفترة اللاحقة لانهيار “اتفاقية أوسلو” والاجتياح الإسرائيلي لـمدن الضفة الغربية في ربيع العام 2002، وما نتج عن ذلك من دمار ومذابح مثل مذبحة مخيم جنين، تدمير مخيف للبلدة القديمة من مدينة نابلس، وبناء الجدران داخل وحول هذه الـمدن ومخيماتها، وحصار مقر السلطة الفلسطينية، بما فيها مقر الرئيس ياسر عرفات في رام الله.

وبحسب نقاد، هذه الرواية تسلط الضوء على الخلفية التي تنطلق منها العمليات الاستشهادية، وتجيب عن الأسئلة في الساحة الدولية بشأن المقاومة والاستشهاد وما يسميه الغرب “إرهاباً”.

تبدأ رواية ” ربيع حار ـ دار الآداب ـ 2018″ من رصد حياة عائلة فضل القسام الصحفي الذي يعمل مراسلا لصحيفة القدس ويسكن في مخيم عين المرجان في الضفة الغربية. الذي سكن فيه بعد لجوئهم من يافا. لديه مكتبة كبيرة يعمل بها حيث كان يسكن قريبا من نابلس.

وتعد الروائية سحر خليفة من الأصوات النسائية الفلسطينية التي رصدت رواياتها تاريخ القضية الفلسطينية.

الطنطورية

تسرد هذه الرواية للروائية المصرية رضوى عاشور (1946- 2014) سيرة متخيلة لعائلة فلسطينية منتسبة إلى قرية الطنطورة بين سنتي 1947 و2000، تم اقتلاعها من أرضها بعد اجتياح الاحتلال الصهيوني للقرية، لتعيش تجارب اللجوء في لبنان والامارات ومصر.

“رواية “الطنطورية ـ دار الشروق ـ 2010” تتحدث عن عدد من الوقائع التاريخية مثل اللجوء الفلسطيني، والتهجير القسري والاجتياح الإسرائيلي للبنان. وتصل بنا الأحداث إلى مذابح “صبرا وشاتيلا” عام 1982، ومقتل الفنان ناجي العلي 1987، الذي تتخذ منه رمزا وطنيا.

رقية الطنطورية، الشخصية المحورية في الرواية بعد أن عاشت تجربة اللجوء في عدة أماكن تجد نفسها في مواجهة مع ذاكرة عنيدة لذلك يطلب منها ابنها كتابة مذكرات أو سيرة ذاتية، تستعرض من خلالها أهم محطات حياتها المزدحمة بالأحداث، منذ خروجها مرغمة من قرية الطنطورة الساحلية بعد نكبة 1948، إلى استقرارها في لبنان.

شاهد أيضاً

بلدي زليتن يناقش إزالة التعديات على خط الغاز

ناقش عميد بلدية زليتن مفتاح حمادي، آليات إزالة التعديات على خط الغاز الممتد من مصنع …