منصة الصباح

مُوْتَهُ خَيْرٌ مِنْ حَيَاتِهِ

باختصار

ككل المسلمين في بقاع الأرض، يستعد الليبيون لاستقبال عيد الأضحى المبارك قبل أيام من قدومه، ولما لا؟ وهو سنة مؤكدة تأتي في أيام مباركة مملوءة بالإيمانيات، ومشحونة بتهليلات وتكبيرات المكبرين والحامدين…

وكما أن لكل مناسبة عاداتها وتقاليدها، فإن العادات الاجتماعية المرتبطة بالعيد الكبير لدى الليبيين لا تختلف كثيراً عن بقية الشعوب الإسلامية “الجارة على الأقل”، لكن بعض التغيرات بدأت تظهر في تلك العادات قبيل وأثناء هذه المناسبة الدينية.
ففي الماضي كان الجميع يبدأ رحلة البحث عن الأضحية قبل اليوم المنتظر بأسبوع على أقل تقدير، رفقة من يُعتقد أنهم أهل الخبرة والدراية في عالم الأغنام والأنعام ومغالبة تجارها، أما اليوم فقد تغيرت هذه العادة عند الكثيرين، فالأغلبية تؤجل شراء الأضحية إلى ما قبل العيد بيوم أو يومين، ولكل منهم أسبابه الخاصة، فمنهم من لا يريد أن يتحمل عبء الأضحية طيلة الأيام التي تسبق العيد، ومنهم من يأمل في أن ينخفض سعر الأضاحي يوم الوقوف بعرفة، لاسيما وأن أغلب تجار المواشي يأتون من مدن أخرى… فليس من الصواب-كما يعتقد البعض- أن يرجعوا لبيوتهم بما جاءوا لبيعه.

كما أن عادة استعانة الشباب بالجزارين في عمليات ذبح وسلخ وتقطيع الأضحية قد انتشرت عندنا بشكل ملفت للنظر، في الوقت الذي كان فيه رب الأسرة يقوم بكل هذه المهام بكل حرفية واتقان، بل ويقوم بمساعدة جيرانه أو أقرباءه، إن لم يكن لديهم من يستطع القيام بذلك…

مشاهد أزدحام محلات الجزارين أيام العيد أصبحت مألوفة حتى في القرى والأرياف، ليس هذا فحسب، بل إن بعض القصابين يحتاج لوساطة كبيرة، ليقوم بتسجل اسمك في قائمة الذين ينتظرون من أصحاب الأضاحي.

ليس غريباً أن تشاهد احدى السيدات وهي تستعين بأحد الجزارين، لكن الغرابة “كل الغرابة” تكمن في مشاهدة عددٍ من الشباب وهم ينتظرون دورهم أمام محلات الجزارين، لا لعجز صحي فيهم، بل لأنهم لا يريدون أن يقوموا بما يجب على كل شابٍ ورجلٍ القيام به، من ذبح وسلخ وتقطيع للأضحية، وحتى عملية تشريح اللحم تمهيداً لصناعة القديد إن تطلب الأمر.

كما أننا نشاهد بين الحين والآخر تجول الرجل بصحبة زوجته في أماكن بيع الأضاحي، ليأخذ رأيها في شكل وعمر وحجم الأضحية، في منظر يخالف عاداتنا وتقاليدنا الاجتماعية جملةً وتفصيلاً… فماذا حدث حتى أصبح بعض الرجال عاجزين عن القيام بأدوارهم داخل بيوتهم؟، الأمر الذي يذكرنا بمثل شعبي يقول: اللي ما يذبح شاته، ويحكم في مراته…موته خير من حياته…

د. علي عاشور

شاهد أيضاً

رد الصاع بصاعين هل هو حل للأزمة أم تصعيد لم يحسب عقباه !!

سيف الإسلام الطوير لم يكن ما حدث لمنتخب نيجيريا الضيف على ليبيا سلوكا غير متوقع، …