منصة الصباح

سلامة المرضى

د.علي المبروك أبوقرين

يحتفل العالم في 17 سبتمبر من كل عام باليوم العالمي لسلامة المرضى الذي اقر في أجتماع الجمعية العامة لمنظمة الصحة العالمية في عام 2019 ، لما لأهمية سلامة المرضى وتجنب تعرضهم لأي أضرار أثناء رعايتهم الصحية وعلاجهم ، وأعتمدت منظمة الصحة العالمية موضوع هذا العام (تحسين التشخيص لسلامة المرضى) تحت شعار (أحصل عليه بشكلٍ صحيح وأجعله آمنًا) ونظرًا لتعرض نسبة كبيرة من المرضى لأضرار جسيمة اثناء تلقيهم خدمات الرعاية الصحية والعلاج تصل الى 10% من المترددين على المستشفيات بالدول الغنية والمرتفعة المداخيل و 4% يموتون من الرعاية الصحية غير الآمنة في الدول التي تطبق أعلى معايير الخدمات الصحية ومعايير سلامة المرضى ، ومكافحة العدوى ، ومعايير صارمة في التراخيص الطبية للمنشآت الصحية ، وللعاملين الصحيين الذين تخرجوا وتأهلوا في أرقى الجامعات العالمية ، وحصلوا على تدريب سريري متقدم ومستمر ، وتطوير دائم للكوادر بالمعارف والعلوم والتدريب على التقنيات الحديثة والتكنولوجيا الطبية المتطورة ، وتخضع منظومات الرعاية الصحية بجميع مستوياتها إلى متابعة ومراجعة دقيقة على مدار الساعة من خلال لجان متخصصة داخلية بالمنشآت الصحية ، وخارجية تشرف عليها منظمات رسمية وأهلية وتنشر تقاريرها باستمرار ، ويستخدموا الرقمنة والاثمنة والصحة الإلكترونية والذكاء الاصطناعي ، ومع ذلك تعاني من الاخطاء الطبية غير المقصودة والتي تكلف المرضى أضرار صحية جسيمة ، وتكلف بعضهم حياتهم ، وكل وفاة أو إعاقة أو ضرر يمكن تجنبهم هي مآسي غير ضرورية للمرضى وذويهم وللعاملين الصحيين كذلك.

هذا غير التكاليف المادية الباهظة التي تتكبدها ميزانيات القطاع الصحي والمواطنين من الجيب ومن المدخرات ، والتشخيص الخاطئ يؤدي للعلاج الخاطئ وتردي الأوضاع الصحية للمرضى وكذلك التأخير في التشخيص المبكر ، وعدم الحصول على التشخيص المناسب في الوقت المناسب ، وعدم أستخدام الاختبارات الصحيحة في المختبرات المعتمدة ، وعدم القدرة على الوصول للخدمات التشخيصية الصحيحة والمعتمدة ، كل هذا يؤدي الى تدهور الأوضاع الصحية للمرضى ويحرمهم من الحصول على العلاجات الفاعلة والنافعة ، وتتضأل فرص التعافي وتحسين الأحوال الصحية للمرضى ، فما بال النظم الصحية الضعيفة والهشة والتي تتنشر فيها الخدمات الصحية العشوائية دون رقابة ومتابعة ، ومختبرات غير معتمدة ، واجهزة مستعملة وكواشف مغشوشة ومزورة ، وعاملين صحيين مجازين من منازلهم ، او تعليم طبي خاص غير معتمد ، وعام متردي لا يفي بالحد الأدنى للتعليم والتدريب الطبي والصحي الفني والسريري ، ولا توجد آليات علمية وعمليه للتحقيقات في الأخطاء التشخيصية ، ولا يتم أشراك المرضى وذويهم في التحقيقات أو الاستماع اليهم ومعرفة الأضرار الجسيمة التي تعرضوا لها ،
التشخيص الطبي الخاطئ يؤدي إلى اضرار جسيمة وإعاقات أو وفاة .

إن الوصول والحصول على جميع الفحوصات والاختبارات التشخيصية الآمنة وبشكل سريع وفي الوقت المناسب حق أصيل لكل إنسان . والأخطاء التشخيصية يجب العمل على الحد منها وتجنبها ومنعها ، لتجنيب المرضى الأضرار والوفاة .
نسأل الله السلامة لمرضانا ..

شاهد أيضاً

اللعب بالجنود.. تجاوز فكرة المقاومة للنظري والسائد

صدرت رواية “اللعب بالجنود” للكاتب “طارق عسراوي”، عن منشورات “تكوين في الكويت”، وبطبعة فلسطينية عن …