منصة الصباح

دعاء وراء جنوب المتوسط

بقلم /يحيي الجربي

الموت الاسود في نسخته الحديثة يتحدى التقدم الطبّي لكل دولة على حدة، الدول التى دخلت الثورة الصناعية ستكون أفضل حالاً بعد أن يكمل الفيروس دورته الطبيعية، مثله مثل أي جهاز تصفية تطبّقه الطبيعة لتقليل عدد البشر المتزايد بمتوالية هندسية .
عرف العالم اليوم أنه لاقيمة لآيقونات الفن والموسيقى وكرة القدم، هولاء ممن يكسبون الملايين ولم ينفعوا البشرية اليوم لا بصوت جميل ولا برسم لوحة ولا بكرة قدم مطلية بالذهب. عرفنا قيمة العلماء ذوى الرواتب الهزيلة وخاصة الأطباء والجرّاحين، تضحياتهم من أجل نفس الجنس البشري الذي ظلمهم في قوت عيشهم، وعرفنا أن الدين ليست بناء مسجد فقط، والحضارة ليست مجرد بناء ناطحات سحاب، بل بناء الفِكر والاستثمار في البشر قبل الحجر والشجر.
أما الأمم الأخرى، جنوب المتوسط، فلا يساهمون في الحضارة وقت الرخاء بقدر مايرفعون أيديهم للدعاء وقت الشدة، ليس إيمانا صافياً بقدرة الله أكثر منه إبرازاً للعجز، فليس لدينا مانقدمه غير الدعاء أصلا مع بعض العادات والتقاليد على الهامش كتحلية خفيفة.
نحن أولئك الذين قرأو التاريخ مقلوباً، فكُتب علينا أن نعيشه مجددا، نحن شعوب الشعارات الرنانة في الصباح وطوابير الخبز في الصباح و المساء.
سيموت هذا الفايروس الذي لا يراه الصقر بحدة بصره، وستعيش تلك الفيروسات التى ترتدي ربطات عنق يراها حتى الأعمى، وسيصل العالم لحل، ولن نصل نحن حتى لنهاية شارع، وسنستمر في كوننا عبئا على العالم وسندعوا عليه بالهلاك كل جمعة، فليس لدينا شيء آخر نقدّمه.

شاهد أيضاً

كتاب “فتيان الزنك” حول الحرب والفقد والألم النفسي

خلود الفلاح لا تبث الحرب إلا الخوف والدمار والموت والمزيد من الضحايا.. تجربة الألم التي …