التقته / عواطف علي
توفرت السيولة .. انقطعت السيولة .. مسلسل تراجيدي يعيشه المواطن منذ سنوات، ويحمل في طياته ملامح لا تزيد عن كونها أعراضًا لاختلالات اقتصادية جسيمة، منها فرق السعر الذي يجده المشتري بين «الكاش» والتحويل وما سواه من طرائق الدفع الإلكتروني.
الخبير الاقتصادي «فوزي ددش» يرى في هذا الفارق عرضاً لأزمة كبيرة، تتمثل في سوء إدارة الحركة المالية، وقصور المنظومة المصرفية عن أداء دورها.

مسكن مؤقت لا
ويجزم «ددش» أن ليبيا لا تعاني من أزمة سيولة بالمعنى الحقيقي، بل تواجه أزمة حادة في إدارة السيولة، ويؤكد أن قرار تحديد سقف السحب النقدي بألفي دينار يُعد إجراءً وقتيًا ومسكنًا، لا يلبي الاحتياجات الفعلية لأصحاب الحسابات، سواء على المستوى اليومي أو الشهري.
سحب دون جاهزية
كما يشير إلى أن قرار سحب فئات «50 و20 و5 دنانير» من التداول كان ينبغي أن يسبقه استعداد حقيقي من المصرف المركزي، عبر ضخ ما لا يقل عن 20 مليار دينار، وتوزيعها على المصارف وفق آلية عادلة تراعي التوزيع الجغرافي، بما يضمن تغطية احتياجات السحب اليومية.

بديل قسري
ويؤكد الخبير الاقتصادي «فوزي ددش» أن هذا التراجع في مستوى الخدمات المصرية أجبر شريحة واسعة من العملاء، أفرادًا وشركات، على التعامل مع السوق الموازية التي توفر سرعة في الإنجاز وتبسيطًا للإجراءات، رغم ارتفاع تكلفتها.
الخيار الاستراتيجي
ثم يخلص إلى أن مشاكل السيولة تمثل بيئة خصبة لبروز ظاهرة الفرق بين «الكاش» والتحويل، معتبرًا الحل في القضاء على أزمة السيولة. هذا القضاء، لا يراه «ددش» في مجرد توفير السيولة، بقدر ما هو مرتبط بتفعيل التحول الرقمي ونشر وسائل الدفع الإلكتروني، معتبرًا أن هذا الإجراء بات أمرًا لا مفر منه لتخفيف الضغط على المصارف وتحسين جودة الخدمات المالية.

منصة الصباح الصباح، منصة إخبارية رقمية