بوضوح
بقلم : عبد الرزاق الداهش
من حق اهلنا في اوباري أن يلوموا، وينزعجوا، وليس من حقنا إلا أن نقبل هذا اللوم، والانزعاج المشروع.
فقبل ان وضعت يدي على الكيبورد، كان الروس قد وضعوا اقدامهم خارج حقل الشرارة.
ليس لأنهم لم يستحملوا طقس أوباري الساخن، بل لأنهم لم يقاوموا غضب اهلنا في اوباري الأكثر سخونة.
شكرا لأهلنا في أوباري الذين كانت ليبيا بالنسبة لهم أكثر من أي انتماء أخر.
شكرا لأهلنا في اوباري الذين كانت ليبيا بالنسبة لهم أغلى من كل بنزين العالم، وأغلى من كل غاز العالم، وأغلى من كل بنك الاحتياطي الفدرالي في أمريكا.
من حقهم محطات وقود حضارية لا ينفخ فيها الريح، وشبكة تزود بالغاز بدل بهدلة الاسطوانات، وقطاع خدمي على جودة عالية، ودخول توفر له حياة يتطلعون لها.
الجنوب لا ينبغي ان يكون مشكلتنا، لأنه في الحقيقة، هو حلنا، لأنه يعني الماء، ويعني الكهرباء، ويعني عائدات من النقد الأجنبي.
تصوروا ليبيا بدون الجنوب، لا يعني فقط ليبيا بدون نفط، او ماء، بل يعني ليبيا بدون ليبيا.
مصرف ليبيا الحقيقي، ووزارة الاقتصاد الحقيقية، في جنوب ليبيا، وليس في طرابلس، أو البيضاء.
ومستقبل ليبيا الذي ينبغى أن نتصالح معه على الرمال الذهبية في الجنوب، وليس تحت القوالب الاسمنتية بمحاذاة المياه المالحة في الشمال.
لايحك جلد اوباري، وغات والقطرون، إلا ظفر طرابلس، وزوارة، وطبرق.
ونعتذر لأهلنا في اوباري أولا وثانيا، وأخيرا، وليبيا وأن طال الكدر.