صدر حديثاً كتاب “لمحات من الحياة الفكرية والثقافية في السجون الليبية 1970- 2000″، للشاعر “خالد درويش”، والذي يعد الإصدار رقم “32” في إصداراته الشخصية..
وأوضح “درويش”، في منشور على صفحته الخاصة، انه حاول من خلال كتابه هذا، ” رصد تلك الملامح الثقافية، التي برزت داخل السجون الليبية، خاصة وأن جلّ السجناء السياسيين في تلك الفترة، كانوا من الأدباء والمثقفين والمفكريين والسياسيين”..
وأضاف؛- ” لقد دخلت جامعة بكل أقسامها إلى السجون الليبية، مع عميدها “عبدالمولى دغمان”.. كان من الحتمي جداً أن يتكون مناخ ثقافي فكري، ونقاش وصراع أيديلوجي وحزبي، وكل ما يمت للحياة الثقافية من صلة.. لقد أنشئت مجلات وصدرت صحف، وطُبعت دواويين، وختمت دورات تحفيظ القرآن الكريم، وتليت الدروس والحلق الفقهية،في تلك الزنازين الضيقة المظلمة.”..
اوستشهد “درويش” بمناضلَيْن كتب عنهما:- “أولهما المثقف والرسام والخطّاط والتشكيلي والصحفي والنحات “عبدالعزيز الغرابلي”، الذي قضى نحبه داخل السجن، نتيجة الإهمال الطبي، إثر مرض تليّف الكبد، كما شخّصه زميله “د.محمد المفتي” مبكرا.. ولقد كان “الغرابلي” شعلة نشاط ثقافي، ترأس مجلة “المتراس وأبريل” داخل السجن، وله العديد من التفاعلات مع جميع الأطياف السياسية، الموجودة آنذاك في السجن..
وثّقت شهادات أصدقائه، وقصائد الرثاء التي قيلت فيه، فقد بكاه الجميع بدماء قلوبهم، رحمه الله .. ثم أضفتُ شخصية أخرى تنتمي إلى الشعر الشعبي، وغناوة العلم، وهي شخصية “المبروك الزول” من برقة، حيث كان شاعرا فحلاً مُجيداً، تفاعل مع الأحداث السياسية والاجتماعية للوضع الليبي آنذاك، وكانت مشاركاته مع مجموعة الجبل الأخضر إضافة مهمة إلى ديوان الشعر الشعبي الليبي داخل السجون، الذي لم يُدرس حتى الآن دراسة كافية.”..
ويختتم “درويش”:- “أتمنى أن أكون أضفتُ إلى المكتبة الليبية ما يغنيها، ويزيدها ثراءً في موضوع أراه مهماُ جداً ، يندرج تحت السياسي والثقافي والاجتماعي.”..