التطبيق الالكتروني الذي اكتسح عقول الشباب وسيطر على الذائقة المعرفية لديهم وأثر حتى في خياراتهم المتدنية التي باتت واضحة وجلية، وعكست مستوى الثقافة لديهم وتناولهم عديد القضايا المجتمع .
«الإنستغرام» أو كما يطلقون عليه بعض الشباب اختصاراً «الإنستا» أحد نجوم العالم الافتراضي الملىء بالتطبيقات والبرامج الملهمة لهذه الفئة، والتي تفتح أمامها عوالم متعددة، لخوض غمارها ضمن اشتراكات وتفاعلات تمنحهم فرص كثيرة للاطلاع والتعمق ، لكن أسئلة كثيرة ومتعددة حول هذا الامر.-هل تخضع الاختيارات لقيم أخلاقية ونظم مجتمعية تحدد فيها السلوك أم يتم ذلك بشكل عبثي ؟
-هل الغوص في هذا العالم الافتراضي مبنى على قواعد سليمة في الحوار مع الآخر وتناول وطرح مواضيع تعود بالنفع على المشتركين ؟ .
-لماذا نشاهد إسفافاً في هذه المنصة لعدد من المستخدمين في التعاطي مع قضايا العصر ؟
لاحظنا حوارات مباشرة وجارحة تمس بحريات الآخرين وخادشة للحياة من خلال الصور والتعليقات المنشورة
هذه الأسئلة وغيرها طرحها الصباح الاجتماعي هذا العدد لمناقشتها مع بعض الشباب وبعض المختصين في علم الاجتماع وثقافة المجتمع .
طارق محمد – موظف
بصراحة أنا من مستخدمي «الإنستغرام» وأراه أكثر جدوى وفائدة وأفضل من (الفيس بوك) من ناحية الخصوصية وتحقيق الاستفادة ، هناك مواضيع ذات فائدة، وليس جميعها غير مجدية، وذلك يتوقف على استخدام الشخص ومدى وعيه بكافة امور الحياة ويعرف حدوده وسقف تعاطيه من الآخر.
ماجد عبد العظيم – موظف :
«الإنستغرام» فتح أمامنا عالماً آخر به خيارات متعددة في الاستخدام واعتقد بأنه اكثر ضبطا من بعض المنصات الأخرى لكن هناك بعض الشباب يحذفون بعض الجمل الغير اللائقة لكنها تعبر عنهم وعن اخلاقهم وبيئتهم الاجتماعية لكني أراه مؤسفاً اذا تم استخدامه بطريقة جيدة وصحيحة وتعبر من خلاله عن افكارك وتصدر ثقافتك المحلية الصحيحة للعالم
منيرة علي – موظفة
في الحقيقة “ الانستغرام “ مهم جداً في حياتي ولا أستطيع التخلي عنه، لأنه التطبيق الذي يتيح لنا فرصاً أكبر للتواصل مع الآخرين وله مميزات عن بقية البرامج والمنصات التواصل الاجتماعي الأخرى ، صحيح به صور جريئة ومنشورات غير مهذبة ولكن بالبرنامج شروط النشر مع عدم الإساءة، ولايمكن تخطي ذلك لأن المستخدم وافق عليها مسبقاً ولا أعتقد بأنه سيخالف ذلك، أضف إلى ذلك الوازع الاخلاقي الذي ينفرد به كل مستخدم عن الآخر الذي لايسمح لنا التناول الذي يخدش الحياة.
أيمن محمد – موظف :
الموضوع له شقان اجتماعي ثقافي وفكري، ويتمحور الأول حول نظرة أغلبنا إلى مواقع التواصل الاجتماعي، كونها لا تتعدى متنفساً لدى جل المستخدمين يروّحون فيها عن أنفسهم، أو يتقمصون أدواراً غير تلك التي يؤدون في حياتهم الطبيعة.
وعطفاً على ما ذكرت، ستكون النتيجة استخداماً غير مسؤول في إحياناً كثيرة، فالجلوس خلف جهاز كومبيوتر أو نقال والكتابة بدون أي نوع من الرقابة – وحتى تلك الداخلية بين الإنسان ونفسه – سيفضي إلى نقاشات ستتجاوز كل الخطوط الحمراء الموضوعة من قبل المنظومة الثقافية والدينية للمجتمع.
ويضاف إلى ذلك التعامل مع هذه المنصات – أقصد مواقع التواصل الاجتماعي كمجرد مساحة للحديث دون إيلائها أهمية واعتبارها إحدى وسائل التغيير يعزز النظرة القائمة على (اللهو) أثناء الولوج إليها، إلا أننا نرى هذا الأمر واضحاً في (إنستغرام) أكثر من غيره لإمكانية الحديث بحرية بعيداً عن أعين الأهل والأقارب والأصدقاء، على عكس ما يحدث في (فيسبوك) الأوسع انتشاراً في بلادنا، لكن حتى هذا الأخير تعاني صفحاته ازدحاماً في مواضيع لا تمت بصلة إلى واقعنا ولا تجلب جدوى ومنفعة للمستخدمين.
أما الشق القانوني فهو يخص الجهات المسؤولة، لاسيما الأمنية بها، وكم بالحريّ أن تسارع هذه المؤسسات باستصدار قوانين سيبرانية منظمة، تحدد المسؤوليات وتضع العقوبات، حتى يمكن السيطرة على هذا التفشي الكبير لسوء استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وعلى رأسها منصتي (إنستغرام) و(تيك توك)، خاصة طرح مواضيع تفسد قيم المجتمع أو محاولات الابتزاز التي تلي اختراق حسابات الأفراد والحصول على بياناتهم الشخصية، والذي انتشر وكرست لأجله عصابات تعمل من خلاله.