منصة الصباح

حنين

زكريا العنقودي

استعار سيجارة من جاره أول خروجه من البيت.
استلف ديناراً من رجل بالطريق كي يركب الأفيكو.
أوصلته الأفيكو الى آخر محطة لها ، وكان لايزال أمامه طريق طويل .
وقف على الاوتوستراد لساعة ، وكان يشير بأصبعه ناحية اليمين ، حتى أخيراً توقف له فاعل خير ، ركب بجواره وظل صامتا لساعات من سفرٍ طويل .
سأله السائق بعدها:
ما تقوليش وين ماشي يا خونا؟
استغرب سؤال السائق ، راجع ذاكرته ، حينها فقط تذكر إنه لم يخرج من بيت والدته إلا لطلب سيجارة فقط ، وأنه لم يكن معنيا بكل ما حدث بعد ذلك ، بل إنه لم يكن يرغب أصلا في الرحيل.
كان تائهاً و بعيداً عن بيت والدته بمسافة طويلة جداً .
لدرجة أن حظ الدنيا كلها
لن يسعفه بالرجوع إليه.

شاهد أيضاً

رُوتينٌ صَباحيٌ عاديٌ جداً

جمعة بوكليب زايد…ناقص تنهضُ من نومكَ مُبكراً ومُتوجّعاً من آلام تحسُّ بها كمسامير تخزّ عظامك. …