منصة الصباح
جمعة بوكليب

حكاية كونان

جمعة بوكليب

زايد…ناقص

كونان اسم كلب مات في العام 2017. ولأن الكلاب مثل البشر واحد فوق واحد تحت، فإن كونان ينتمي إلى فئة سيده الفوقية. وسيده حاليًا يشغل منصب رئيس جمهورية الأرجنتين واسمه خافيير مييلي. كان قبل توليه الرئاسة يعمل أستاذًا أكاديميًا في علم الاقتصاد، ومحللاً اقتصاديًا في الإعلام، وهو محبٌّ للكلاب. لديه حاليًا في قصره الجمهوري أربعة منها.

قصة الكلب كونان، حسب رواية الرئيس مييلي، تتلخص في أنّه مات قبل أن يفكر سيده في دخول السباق الرئاسي. وموته تسبب في حزن السيد مييلي إلى درجة أنّه أصيب بالاكتئاب.

للخروج من الأزمة، ذهب إلى مُحَضِر أرواح، وطلب منه المساعدة في التواصل مع كلبه الميّت لأنّه يفتقده. واستجاب مُحَضر الأرواح للطلب، وتمكن في جلسة روحانية من فتح الخط بين السيد مييلي وكلبه كونان. وخلال المحادثة التي تمت بينهما، طلبت روح الكلب كونان من سيده الترشح لرئاسة الأرجنتين، ليس لخدمة الأرجنتين وشعبها بل للتخلص من الاكتئاب. وبذلك دخل السيد مييلي سباق الرئاسة وأصبح رئيسًا للأرجنتين.

(الدفنقي) هذا ليس من إبداع مخيّلتي كما قد تظنّون. قرأته منشورًا في صحيفة بريطانية محترمة، وكتبه كاتب أرجنتيني لا يقل احترامًا.

قد نتفق أو نختلف حول الرئيس الأرجنتيني وسياساته، لكننا في ذات الوقت لا نستطيع تصديق أن بمقدور كلب بن كلب الكلام. واستحالة ذلك تعني ببساطة أن الرئيس الارجنتيني يجيد لغة الكلاب، أي النباح. وكما تبيّن للشعب الأرجنتيني وغيره من شعوب الأرض، منذ ظهور مييلي على خشبة المسرح السياسي، فإن نباحه مميّز، وينتمي إلى نباح فئة من الكلاب ظهرت في السنوات الأخيرة في الساحات السياسية في أميركا وبلدان أوروبا. تلك الفئة من الكلاب ليست جديدة تمامًا، بل سبق وأن عرفها عالمنا في مرحلة العشرينيات والثلاثينيات من القرن الماضي في إيطاليا وأسبانيا وألمانيا، وبهدف اخضاع أمم وشعوب الأرض. والنتائج معروفة وموثّقة في كتب التاريخ وفي الواقع.

شاهد أيضاً

د.علي المبروك أبوقرين

الصحة من التجزئة إلى التكامل

الحق في الصحة ليس منة بل هو معيار وجود الدولة الراشدة والعادلة ، والتي تجعل …