الصباح/ شينخوا
وثَّق تقريرٌ أصدره مكتب الإعلام بمجلس الدولة لجمهورية الصين الشعبية، انتهاكات حقوق الإنسان في الولايات المتحدة الامريكية خلال العام الماضي “2024”..
وبيَّن التقرير، الذي صدر خلال الايام الماضية، انتهاكاتٍ جسيمة لحقوق الإنسان داخل أمريكا، خاصة أن العام الماضي شهد الانتخابات الرئاسية الأمريكية، التي تنافس فيها الحزبان الرئيسيان في أمريكا “الجمهوري والديمقراطي”..

المال المحرك الرئيس
وأشار التقرير إلى أن المال كان المتحكم الرئيس في السياسة بالولايات المتحدة، وطغيان المصالح الحزبية على حقوق الناخبين، مبيناً أن إجمالي الإنفاق في الدورة الانتخابية الأمريكية لعام “2024” بلغ “15.9” مليار دولار، مسجلا مرة أخرى رقما قياسيا جديدا في ارتفاع تكلفة الحملات السياسية بأمريكا..
وأوضح أن الحزبين “الجمهوري والديمقراطي”، قاما بالتلاعب بالدوائر الانتخابية بأساليب مشوهة للغاية لاختيار ناخبيهم، وأن خطة إعادة تقسيم الدوائر الانتخابية تقمع حقوق التصويت للناخبين الأمريكيين المنحدرين من أصول أفريقية، ما يعني تأييدا للإجراءات السياسية التي تقمع مشاركة الناخبين..

القضاء يُقيد الحقوق
وأورد التقرير أن أحكام القضاء الأمريكي التي أيدت إجراءات سياسية أدت إلى تقييد حقوق الناخبين، ما جعل فئات واسعة مثل كبار السن والأقليات والأشخاص ذوي الإعاقة والناخبين ذوي الدخل المنخفض والطلاب، تواجه فرصا محدودة أو معدومة من ممارسة حقها في التصويت..
وذكر التقرير أن حوادث العنف السياسي المتطرفة وقعت بشكل متكرر خلال الانتخابات، ما جعل الجمهور يشعر بخيبة أمل عميقة تجاه الديمقراطية على النمط الأمريكي، وأن الجمود الحزبي الذي طال أمده غذَّى ثقافة العرقلة السياسية، وهذا ما بينته استطلاعات الرأي، حيث أعرب ما يقرب من نصف الناخبين، أن الحكومة تخدم في المقام الأول النخبة وليس المواطنين العاديين. وأن الولايات المتحدة تسير في المسار الخاطئ..
فقر وتشرّد
وتطرق التقرير إلى معدلات التضخم الجامحة بأمريكا، التي أدت إلى تفاقم فجوة الثروة، وانعدام المساواة الاقتصادية والاجتماعية، حيث عاش أكثر من “40” مليون أمريكي في فقر، وواجهت “13.5” في المائة من الأسر الأمريكية انعدام الأمن الغذائي، فيما وجد “13.8” مليون طفل أنفسهم في أسر لا تملك ما يكفي من الطعام، وأدى عدم المساواة في التعليم إلى إدامة الفقر المتوارث بين الأجيال..
وازداد عدد المشردين خلال العام “2024”، ليتجاوز “700” ألف شخص، ما يمثل زيادة بنسبة “18.1” في المائة مقارنة بعام 2023، وهي أكبر زيادة منذ بدء تسجيل هذه النوعية من البيانات في عام 2007..
وأدى التواطؤ بين الحكومة والشركات إلى تفاقم أزمة المخدرات وتفشي الإدمان، حيث تجاوزت مبيعات القنب بالتجزئة “32” مليار دولار في عام 2024، وأودت الجرعات الزائدة من المخدرات بحياة أكثر من “100” ألف شخص، في ظل موحة غضب الرأي العام على نظام الرعاية الصحية الفاشل، إذ أن الولايات المتحدة، هي الدولة الوحيدة من بين الدول ذات الدخل المرتفع، التي لا توفر تغطية صحية شاملة، وتُسجل أدنى متوسط للعمر المتوقع بين نظرائها. وتتصاعد فيها تكاليف الرعاية الصحية..
عنف مسلح وقتل بالمجان
وأورد التقرير أن العنف المسلح داخل امريكا أودى بحياة أكثر من “40” ألف أمريكي، بينهم أكثر من “1400” طفل خلال العام الماضي، بسبب ازدياد حوادث إطلاق النار الجماعي وحوادث إطلاق النار في المدارس، حيث وقعت “503” حوادث إطلاق نار جماعي، و”45″ حادثة إطلاق نار في المدارس، وأن ثقافة الإفلات من العقاب فاقمت من عنف الشرطة، التي تستخدم العنف ضد ما لا يقل عن “300” ألف شخص سنويا، ويتسببون جراء ذلك في إصابة حوالي “100” ألف منهم، وأودت عمليات إطلاق النار من قبل الشرطة في عام 2024 وحده، بحياة أكثر من “1300” شخص..
عنصرية وتحريض على العداء
ورصد التقرير تفشي الخطاب العنصري، وتعرض الأقليات العرقية للتمييز والإقصاء بشكل مستمر وواسع النطاق، مشيرا إلى التحريض على العداء بين الجماعات المتنافسة، ويزيد احتمال تعرض الأمريكيين المنحدرين من أصول أفريقية لإطلاق النار عليهم وقتلهم على يد الشرطة، بواقع ثلاثة أضعاف مقارنة بالأمريكيين البيض..
وأضاف أن من بين جميع الأطفال المحكوم عليهم بالسجن المؤبد إمكانية الإفراج المشروط، يشكل السود “61” في المائة منهم، وأن ما يقرب من “80” في المائة من محارق النفايات الصلبة الحضرية في الولايات المتحدة، تقع في مجتمعات يسكنها أمريكيون منحدرون من أصول أفريقية ولاتينية وذوو الدخل المنخفض..
ونوَّه التقرير إلى أن غياب الحماية القانونية أدى إلى انتهاك حقوق المرأة والطفل على نطاق واسع، مشيرا إاى عدم مصادقة الولايات المتحدة على اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة،ولا على اتفاقية حقوق الطفل، ولم يتم بعد إقرار تعديل دستوري بشأن “المساواة في الحقوق” بين الرجل والمرأة..
وأوضح التقرير تفاقم الأزمة الإنسانية للمهاجرين في المناطق الحدودية، الذين يتعرضون للتعذيب والمعاملة اللاإنسانية، واستغلال الساسة قضية الهجرة لمهاجمة بعضهم البعض، مشيرا إلى ارتفاع عدد وفيات المهاجرين على الحدود الجنوبية للولايات المتحدة، واختفاء مئات الآلاف من الأطفال المهاجرين بعد دخولهم إلى الولايات المتحدة، مع احتمال استدراج العديد منهم للعمل القسري والاتجار الجنسي..
تغذية الصراعات الإقليمية
وتطرق التقرير إلى السياسات الأمريكية التي تزيد من حدة الصراعات الإقليمية وتتسبب في كوارث إنسانية، مستعرضاً تقديم الحكومة الأمريكية دعما عسكريا ودبلوماسيا ثابتا ل”إسرائيل”، واستخدمت حق النقض (الفيتو) سبع مرات لمنع صدور قرارات عن مجلس الأمن الدولي تدعو إلى وقف إطلاق النار في غزة، ماساعد على استمرار “إسرائبل” في استمرارها في حرب الإبادة ضد الفلسطينيين..
مضيفاً أن الولايات المتحدة، تُعد أكبر مستخدم للعقوبات الأحادية في العالم، ما أثر سلبا على حياة المليارات في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك استمرار الحظر الاقتصادي والتجاري والمالي الذي فرضته على كوبا، رغم من صدور “32” قرارا متتاليا بأغلبية ساحقة من الجمعية العامة للأمم المتحدة، وكذلك مواصلة جهاز التعذيب في سجن خليج غوانتانامو عمله، مستخدما أساليب أقل ما يقال عنها أنها مروعة..
واختتم التقرير، أن المشهد السياسي المضطرب في الولايات المتحدة خلال عام “2024”، يعد مثابة منشور يعكس المعضلات الهيكلية لحقوق الإنسان على النمط الأمريكي، وأن بالتواطؤ بين السلطة ورأس المال، تم تشويه حقوق الإنسان وتحويلها إلى مجرد أدوات دعائية في “عرض” سياسي، وأوراق مساومة في “كازينو” السلطة، ما أدى إلى انحرافها التام عن القيم الجوهرية والمبادئ الأساسية لحقوق الإنسان..