نافذة
بقلم /محمد الهادي الجزيري
احتفاء بفاطمة كرومة
سبق لي أن نوّهت بهذه التجربة المتميّزة قبل صدور الديوان..أمّا وقد صارت المجموعة بين يديّ ..فحريّ عليّ أن أكتب عنها خصوصا وصاحبتها شاركت هذه الفترة في ملتقى ببريطانيا ..إثر دعوة من المجلس الأعلى للثقافة البريطاني ..وذلك بعد نجاح المشروع الشعريّ العالمي الذي انطلق في تونس السنة الفارطة..، وقد سعدت باتخاذ مجلة الملتقى إحدى قصائد الشاعرة عنوانا لها …وهذا دليل على قدرة كلّ موهبة في النجاح خاصة والمقرّبون لفاطمة كرّومة يعرفون مدى إخلاصها للعمل واشتغالها على نصوصها وعلى اللغة الأنجليزية ..، المهم مجموعة “ أخطاء فادحة “ بين يديّ ..خصوصا أني علمت أنّها وزّعت كلّ النسخ التي أخذتها معها إلى بريطانيا
أوّل ردّ فعل ايجابي تقوم به فاطمة كرومة ، هو أن تقرأ اسمها من خلال الأسطورة وعبر المخيال الشعبي ..، فتنجح في افتتاح مجموعتها الشعرية بوضعها في قالب سحريّ / أسطوري ..يفتح لها آفاقا رحبة كي تقول ما تريد ..، فهي “ فاطمة “ المرأة الشاعرة ملهمة القصائد للشعراء عبر التاريخ، ومن منّا لم يقل شعرا من وحيها ..، هي ليست جسدا أو عنوانا محدّدا ..بل وجهة من لا وجهة له، أظنّ أنّها أفلحت في اختيار التمهيد للمجموعة باسمها لما له من تأثير بالغ في عموم القراء العرب ..، لما له من سلطة على النفوس..فنحن إذن في حضرة فاطمة ….
“ اسمي فاطمة
وأرتعد عند سماعه،
تقول أمّي إنّني زهرتها التي تنبت في الخراب
ويظنّ أبي أنّني نجمته التّي يتعقبها،
أنا أراني خيط سراب
ونقطة سوداء
تشوب وجه العالم وتثقبه
كلّما اقتربتُ
أراني أبعد
وأحتار في ماهيّتي”
كلّما زدت تعمّقا في شعر هذه الطاقة الإبداعية ..ازددت يقينا بأنها موهبة شعرية لها في الغد مستقبل باهر..خاصة إذا ظلّت معتكفة ومنعزلة بعض الانعزال للناس..فنحن نعرف أنّ الوحدة والانكباب على مشروع بعينه يصنعان المبدع ..أقول هذا بعد أن فازت المجموعة بجائزة الطاهر الحدّاد لأدب المرأة، وكان ذلك في السنة الفارطة..لذا وجب التأكيد على ضرورة الابتعاد عن كلّ ما هو خارج دائرة الفنّ..فالرداءة متوفرة بشدة لأهل الجعجعة والثرثرة…أمّا ما ينفع الناس فيبقى في الأرض…