عندما أقر البرلمان الأفغاني قانون القضاء على العنف ضد المرأة، احتفل نشطاء حقوق الإنسان، فلم يعد بالإمكان الفرار من ارتكاب الجرائم ضد النساء مثل الاغتصاب أو الاعتداءات بإلقاء الحمض الحارق أو الزواج القسري. لكن سرعان ما تلاشت تلك الأوهام، وبعد مرور عشر سنوات فإن تزويج الطفلة، أو إجبار المرأة أو الفتاة على الزواج لتسوية ديون عائلية أو تهديدها ب “القتل بدافع الشرف”، رغم كون كل هذه الأمور غير شرعية، إلا أنها أمور لا تزال تحدث للنساء الأفغانيات كل يوم.
في قوانين الأمم المتحدة، يطلق على الزواج القسري والزواج تحت السن القانونية تعريف “الممارسات التقليدية الضارة. هذه الممارسات تخالف القانون الدولي، وكذلك القانون الأفغاني، وهي من بين الأسباب الموجبة لمنح حق اللجوء.
عرف العالم قصة غول مينا، وهي امرأة شابة من البشتون نجت بصعوبة من عملية “القتل بدافع الشرف” الوحشية. شاهدنا صورة لها على شبكة سي إن إن، يظهر فيها وجهها مشوها بفعل ضربات فأس من قبل شقيقها . تزوجت غول مينا في باكستان عن عمر يناهز 13 عاما، لتصبح الزوجة الثالثة لرجل يضربها يوميا. عندما أخبرت أسرتها بما كان يحدث، قاموا بضربها أيضا.
بعد خمس سنوات من سوء المعاملة، التقت بشاب أفغاني وهربت إلى جلال آباد عبر الحدود . بعد أيام، تعقبها شقيقها وكسر رأسها وجسدها بفأس، بعد أن قتل صديقتها. أمضت غول مينا شهرين في المستشفى قبل أن تنقل إلى ملجأ للنساء في كابول. كانت عائلتها قد تبرأت منها. بعد خمس سنوات، وهي في سن 18 عاما، جمعت ممتلكاتها القليلة وسافرت إلى السويد لبدء حياة جديدة كلاجئة تحت رعاية الأمم المتحدة.