منصة الصباح

تقنية

زكريا العنقودي
ـ لا زال على وجهي إلى الان زبد الشيخ وهو يخطب بأعلى صوته ويستدل ويستند ويعزز كل لفظ قاله بكتاب الله عز وجل وسنة رسوله العظيم ليعود للجملة التي قامت عليها كل خطبته ( الفيديو حرام حرام حرام )
التفتُ إلي جمع المصلين كان جدي رحمه الله يستند إلى عرصة المسجد كما عادته فعرفت إنني اصبت في مقتل وأن حربي الضروس التي بدأتها باكراً كي اتحصل على جهاز فيديو بعد هذه الخطبة تحدد مصيرها ( جدي ) عنيد بطبعه فما بالك وقد زوده الشيخ بالفتوى والأدلة الشرعية .. بالنتيجة تأخرت في الحصول على الجهاز لكني فزت به بعد ذلك مقابل إجتيازي سنة ثانية ثانوي وبأمتياز .
بعد عقدين وبنفس المسجد وشيخ آخر يعززه المايك ومكبرات الصوت الحديثة الطراز ( فقد تم تزويد كل المساجد بإذاعات عصرية حينها ) رغم ذلك لم يختلف عن سابقه فاستدل واستند وعزز بالآيات و الأحاديث وحرم بل كاد يكفر كل من وضع صحن لاقط واقتنى جهاز ( ريسيفر ) كان الديجتل بدعة تلك السنوات وموضة العصر والجميع يسعى لاقتنائه رغم سعره الباهظ حينها .
مرّ وقت طويل على كل هذا وشيخي الأول تغمده الله برحمته أما الأخير فأطال الله عمره البارحة رأيت وميض (الواي ماكس ) يؤشر من شباك غرفته أما اللاقط (صحن القنوات) فسطح بيته تحول كمزرعة تضيق بالصحون ، كبّر اولاده وكلا منهم يريد صحنه الخاص .. أما هاتفه ف ( سامسونج).وسؤاله لاينقطع عن اسعار ( الاي فون) .
أطال الله عمر شيخي هذا فبعد أن كان يسعى جاهدا لحجب الشمس ها أنا أراه وهو يتعمم بها كل صباح .

شاهد أيضاً

كتاب “فتيان الزنك” حول الحرب والفقد والألم النفسي

خلود الفلاح لا تبث الحرب إلا الخوف والدمار والموت والمزيد من الضحايا.. تجربة الألم التي …