كاميرا خلفية
بقلم /أحمد الرحال
تتفاقم حالة الهلع التي أصابت العالم بسبب انتشار فايروس كورونا الذي انطلق من الصين ليختار أوروبا كمعقل له، وهو ما زاد من حالة الهلع، فأوروبا نقطة اتصال مهمة للعالم كله. حالة الهلع جعلت رئس وزراء بريطانيا يقول كلاما مخيفا أكد فيه أن الموت سيكون مصير أحباب في العائلات.الرعب يصيب الجميع، والكلام يكثر، بين تأكيدات ومتناقضات وتفسيرات واجتهادات، وتظهر في ثنايا الحديث والرعب عناوين مواضيع حول نظرية المؤامرة حتى وصل الأمر ببعضهم أن اتهم أمريكا بنشر الوباء لأسباب شيطانية. بعض التفاسير ذهبت إلى أن السبب تجاري محض، ويرى أصحاب هذا التفسير أن تجارا وشركات صنعت وباء لكي تستغل حالة الهلع فتبيع بأسعار مضاعفة، ويدلل هؤلاء بما يرونه في السوق من زيادات في أسعار الكمامات ومواد التنظيف والتعقيم الضرورية. بعضهم اعتبر أن المؤامرة لا تخلو من نبل، وذلك أن نشر الفايروس كان تجربة علمية لأغراض نبيلة حتى وإن تسببت في موت أبرياء من البشر.
بعضهم اعتبر أن الله يعاقب الامبريالية والغرب على ما فعلته بالشعوب الضعيفة في العالم، فأرسل إليهم جنديا من جنده كي يقهرهم وهم من عاشوا مرفهين على حساب شعوب ضعيفة، أما الشعوب الضعيفة وإن تأثرت بالمصيبة فلن تكون مرعوبة بالقدر نفسه لتعودها على المصائب.
وهناك من يرى أن قوى ظلامية تحكم العالم أرادت نشر الفايروس كي يقتل أعدادا من الناس لأن الكرة الأرضية لا تحتمل هذه الأعداد، فإن قل العدد سيكون العالم في حالة أفضل خصوصا مع ضعف الموارد المائية وغيرها.
هذه التفسيرات وغيرها تسمعها في الشارع الليبي غالبا، ومع ذلك تكثر الشكوى من طريقة الإمساك بالخبز واختياره بالأيدي في الأفران، ويكثر التذمر من حالة اللامبالاة في ممارسة السلام مصافحة وتقبيلا. والعجيب أن كثيرا من الذين يتذمرون يمارسون ما يتذمرون منه.
هل نحتاج إلى أن يجتاح الهلع حكومتنا كي ينتقل الهلع إلى الناس ليكون المجتمع كله مستعدا لمواجهة مخاطر كورونا؟
سمعنا أن منظمة الصحة العالمية هي من طلبت من الحكومة الليبية تحذير الليبيين من الفايروس والعمل على محاربته، بينما يواجه بوريس جونسون تذمرا في بريطانيا بسبب تصريحاته المرعبة التي تؤكد أن أحبابا سيموتون بسبب الفايروس وأن على الناس في بلاده أن يستعدوا لذلك. هناك من يتهم الحكومة الليبية بكتمان حقيقة أن ليبيا لا يمكن أن تخلو من حالات تحمل الفايروس، وهناك من يقول بأن الفايروس فعلا لم يدخل إلى ليبيا. فإن كان ما تمارسه الحكومة هو الكتمان، فما السبب يا ترى؟ وإن كان ما تقوله حقيقة، فلماذا لم يدخل الفايروس؟
المخيف في الحالة الليبية هو عدم القدرة على مواجهة الفايروس إن دخل فعلا إلى ليبيا، لكن في مقابل هذا الخوف هناك حالة من التعود على الخوف في البلد، فالموت والقتل والتشرد هي ظواهر يتعايش معها الناس