فـــرج غـيــث
يقولون للأشياء رائحة تعشعش في الذاكرة وتلهب المخيلة، فما بالك بأزياء تعبق بكل ما فيها بالأصالة، وتحمل معها حكايات فريدة، ولأنها من الموروث الليبي الأصيل، فقد كان من الطبيعي أن تكتسب سمعة وشهرة عالمية.
في بنغازي تتزين جدران المحال التجارية بسوق الجريد وكذلك بسوق الرباع في طرابلس وفي خزائن البيوت الليبية الأصيلة بأزياء الماضي العريق، الأزياء الليبيّةِ التقليدية الزاخرة بالمعاني كما الكتب، بالخطِّ العربيّ الأصيل، إضافةُ لباقي التفاصيل التراثيّة التي ما زالت تحافظ على التراثِ الليبيّ المتمثل في الزي التقليدي الليبي الأصيل خاصة، خوفا من الاندثار، وتعيد إنعاشه، ليكون جزءاً من حياة بناتنا ونسائنا ونبهر به السائحون على حدٍ سواء، ورغبةً منا بإحياء هذا الموروث من جديد، وبهدف نشر ثقافة التراث الليبي وتعريف الزائرين والسائحين به، كونه تراث عريق وغنيّ جدًا، انطلاقًا من الحاجة إلى المعارض وتسويق المنتجات المحليّة في الداخل والخارج، وهي من إنتاج صناعة يدويّة، خاصةً التطريزات الليبية المختلفة (الأصلية وليست الموجودة الأن والقادم أغلبها من خارج الوطن)، وعلى رأسها زي المرأة الليبية، خاصة أنه محط أنظار كافة الفئات والجنسيات والأعمار، ويدخل أيضًا السياح الذين يبدون إعجابهم بهذا الفنّ النسائيّ العريق ويقيمّون محافظة النساء على العمل بالتطريز المحليّ والتراثيّ.
إنّ الأزياء التقليدية للمرأة الليبية تشكل وثيقة وجود وهويّة انتماء للمرأة الليبيّة، ولديها ما يميزها من تطريز ملابسها ومجوهراتها الثمينة، فلو حضرت امرأة من ليبيا إلى أي تجمع دولي لعرف جميع الحضور بأنّها من ليبيا من شكل زيها المميز وثوبها المطرز فقط، ما يعني أنّ الزي بمثابة هويّة.
الزي التقليدي الليبي الأصيل هوية وثقافة شعبية ليبية متوارثة وعراقة موغلة في القدم وعادة توارثتها الأجيال عبر العصور، واناقة المرأة الليبية أصالة متوارثة، وتعبير عن روعة وجمال التراث الليبي، زي المرأة الليبية مميز بتفاصيله الرائعة، منه ما يسمى في ليبيا بــ (البدلة الكبيرة) وهو فخر الصناعة التقليدية الليبية، تظهر من خلاله المرآة بجمال لافت وأناقة متكاملة وهيبة كبيرة، وتظهر للعيان أصالتنا الليبية