الكاتب والصحفي : عبدالرزاق الداهش
شركة الخطوط الليبية ليست ميتة، لكنها أيضًا ليست على قيد الحياة.
طائرة واحدة تعمل كسيارة التاكسي، تتنقل بين الإسكندرية، وبنينا، ومعيتيقة، فهل تكفي سجائر لقبيلة تضم خمسة آلاف شخص؟
زد على ذلك تكاليف الصيانة، والوقود، وفواتير الفنادق، وإيجارات المكاتب الخارجية التي لا تعمل، إضافة إلى نفقات جماعة الإدارة.
الشركة تحولت إلى وزارة عمل بحالها، حيث تجد فيها المرشد الزراعي، ومعلم الجغرافيا، وفني المختبرات، وحتى الصياد البحر!
والكلام عن خمسة آلاف موظف، يعني لو وقفوا في طابور على رنْوَيْه مطار بنينا، فقد يصل طوله إلى خمسة كيلومترات.
شروط التنافسية، من حيث تقليل التكاليف، وجودة الخدمة، ودقة المواعيد، والسمعة الحسنة، لا تلتقي بالخطوط الليبية، حتى في الشارع العام!
الدولة، من جهتها، حاولت غير مرة أن تجد صيغة لمساعدة الشركة على النهوض، لكن الشركة لم تساعد نفسها.
دمج الليبية مع شقيقتها “الأفريقية”، فهو، على رأي إخوتنا في مصر، مثل “جمع المتعوس مع خايب الرجا”!تأسيس شركة خطوط جوية عامة ومحترمة لتحسين جودة قطاع النقل الجوي هو خطوة في الاتجاه الصحيح.
العاملون في “الليبية” والأفريقية” هم ليبيون، ولابد من توفير فرص عمل أو تأمين دخل لهم
أما الشركتان، فيمكن إقامة حفل تأبين معتبر لهما، بمنطق “اذكروا موتاكم بخير”!
يكفي زيد دعم، وزيد أجهزة تنفس صناعي زيد دقيق، فكل ذلك بلا معنى لشركة “باع وروح”!
الركاب رحلة كاملة وهم ينطقون بالشهادتين، والعاملون، بين ويلين.
نحن عندما تتأخر مرتباتنا أسبوعًا، نحول مواقع ال“فيسبوك” إلى حائط مبكى، فماذا عن العاملين في الخطوط الليبية وتأخر مرتباتهم لكم شهر، أو كم عام؟