أعدته / هدى محمد ميرة
حتى سبتمبر القادم سينتصر سكان الكوكب الأخضر الاجتماع العالمي حول تأثيرات المناخ والتغيرات المناخية ، والذي سيعقد في الثالث والعشرون من سبتمبر بنيويورك .بحضور حكومات دول العالم والموقعة على اتفاقيات الحد من انبعاثات الغازات والموقعين على اتفاق باريس 2015 الخاص بالمناخ .سيتناول الاجتماع الدولي عديد القضايا وتعهدات حكومات الدول الكبرى بالحد من تأزم المناخ
فهل ستكون مخرجات الاجتماع العالمي بمقر الأمم المتحدة ملزمة للدول الصناعية والكبري باعتبارها المسبب الرئيس في تلوث المناخ .؟
وهل التزمت حكومات 200 دولة إلى اعتماد اتفاقية باريس بما نصت عليه بنود الاتفاقية وأبرزها الإسهام في خفض درجة الحرارة ما بين 2_3 درجة مئوية عن السنوات الأربعة الماضية ؟ وهل ستنعدم الإنبعاثات سنة 2050. حسب الاتفاقية .
فبين الفينة والأخرى تتعالى الأصوات ببعض دول العالم التي تحتضن عواصمها المؤتمرات الدولية منادية بأهمية العمل وتكاثف الجهود الدولية الرسمية لإنقاذ كوكب الأرض ومستقبل البشرية من التغيرات المناخية المتسارعة.
وبين لحظة وأخرى تزداد المخاطر المتربصة بالكوكب الأخضر والكائنات المتعايشة عليه منذ ملايين السنين ..وتهدد الفيضانات والزلازل الأعاصير والبراكين الجماعات الإنسانية في مناطق عدة من العالم فالتغير المناخي وارتفاع درجات حرارة الأرض السنوات القليلة الماضية دفع بالمنظمات الدولية والإقليمية الرسمية وغير الرسمية إلى لفت أنظار حكومات الدول الكبرى والصغرى من أجل الاهتمام بالبيئة والوقوف خط واحد لمواجهة المخاطر البيئية التى تهدد كوكبنا وتفعيل اتفاقيات التعاون من أجل التخفيف من تداعيات الكوارث الطبيعية في بعض الدول ..
#تغييرات مناخية
بحسب تقارير الأمم المتحدة فان التغييرات المناخية وارتفاع درجات الحرارة المتزايد بالقطب الشمالي سيؤدى إلى الموت المبكر في دول الشرق الأوسط وإفريقيا واسيا. .ولا تقف عند هذا الحد فالمستويات القياسية من انبعاثات الغازات الناجمة عن حرق الوقود الأحفوري بشكل أساسي في حبس مزيد من الحرارة داخل الغلاف الجوي، الأمر الذي يؤدي إلى ما يعرف “الاحتباس الحراري
#المؤتمر الدولي ال 24
في بداية ديسمبر الماضي 2018 عقد المؤتمر الدولي ال 24 مدينة كاتوفيتشي ببولندا حول المناخ برعاية الأمم المتحدة لأحياء الذكرى الثالثة لتبني اتفاقية باريس، التي تم اعتمادها في عام 2015. بالتزامن مع اجتماع أطراف بروتوكول كيوتو الملحق باتفاقية الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ. ومنذ اعتماد اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ في عام 1992 اجتمعت الأطراف لعقد المؤتمر مرة واحدة سنويا على الأقل لمواصلة تنفيذ الاتفاقية.
وفي ذات العام سبتمبر 2018 بمدينة سان فرانسيسكو عقدت القمة العالمية للعمل المناخي، وهي واحدة من أضخم التجمعات الدولية المتعلقة بالتغير المناخي. والتي رفعت شعار “دعونا نرفع الطموح للمستوى التالي” تهدف إلى أن تكون بمثابة انطلاقة لبذل المزيد من الجهود لتمكين العالم من تحقيق الأهداف التي حددتها اتفاقية باريس للمناخ لسنة 2015.
وبعد مفاوضات ماراتونية ، توافق قادة وممثلو نحو 200 دولة على وضع كتاب قواعد مشترك يهدف إلى تنفيذ مقررات اتفاق باريس للمناخ للحد من ارتفاع حرارة الأرض، وذلك في ختام مؤتمر “كوب 24” الذي استضافته بولندا. وفي حين اعتبرت الدول النامية أن ما تم التوصل إليه ليس على قدر طموحاتها
#اتفاقية باريس 2015
بعد تزايد المخاطر الناجمة عن التغيير المناخي وارتفاع درجات حرارة الأرض وأثرها على الحياة المستقبلية للوجود الإنساني جدد خبراء البيئة على ضرورة وجود اتفاق دولي ملزم لأطرافه على التخفيف من ظاهرة الاحتباس الحراري. وتوصلت حكومات 200 دولة إلى اعتماد اتفاقية باريس والتى هي بمثابة فرصة ذهبية لإحراز تقدم فيما يتعلق بالجهود لمكافحة الاحتباس الحراري .
لقد وافق المجتمع الدولي بموجب اتفاقية باريس للمناخ على الحد من ارتفاع معدل درجات الحرارة العالمية لتقتصر على 2 درجة مئوية فقط -وفي الوضع المثالي 1.5 درجة مئوية فقط- فوق مستويات ما قبل الصناعة ومن أجل تحقيق هذه الغاية، تم تكليف الحكومات بتطوير خططها الخاصة بها للعمل المناخي “المساهمات التي يتم تحديدها على مستوى الحكومات “.
#قمة المناخ عام 2019؟
تقول الأمم المتحدة أن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس سيعقد قمة للمناخ في سبتمبر 2019 لتعبئة الجهود السياسية والاقتصادية على أعلى مستوى ممكن لتعزيز العمل المناخي ورفع مستوي الطموح في التغيير بجميع أنحاء العالم. لأنه حتى إذا تم تحقيق جميع الالتزامات التي تعهدت بها البلدان من أجل اتفاقية باريس، فإن معدل الاحتباس سيظل في طريقة للزيادة أكثر من 3 درجات مئوية خلال هذا القرن. ستركز القمة على دفع وتيرة العمل في ست مجالات; وهي تطوير عملية توليد الطاقة وتمويل القضايا المتعلقة بالمناخ وتسعير الكربون وتطوير عملية الصناعة وإيجاد الحلول المستمدة من الطبيعة والمرونة والمدن والعمل المحلي. قبل الموعد النهائي لعام 2020 حتى ترفع البلدان سقف التزاماتها في خططها المناخية الوطنية، وستركز أيضا القمة على المبادرات العملية للحد من الانبعاثات وبناء القدرة على التكيف مع المناخ.
# طقس أكثر سحونة
ظهر التقرير الخاص الذي أصدرته الهيئة الدولية المعنية بتغير المناخ أ في أوائل شهر أكتوبر ان العالم يشهد بالفعل عواقب بلوغ الاحتباس الحراري لدرجة حرارة 1 درجة مئوية حيث أصبح الطقس أكثر حدة ولوحظ ارتفاع مستويات البحر وازداد معدل ذوبان جليد القطبي الشمالي، ضمن تغييرات أخرى. لأن تضاعف الاحتباس الحراري على علاقة طردية تضاعف مستوي المخاطر. يمكن أدراج الفوائد الواضحة للحد من الاحتباس الحراري ليصل إلي درجة حرارة 1. 5 مئوية بدلا من 2 مئوية
#2018 العام أكثر سخونة
كشفت تقارير علمية أن العام الماضي كان رابع أكثر الأعوام سخونة منذ بدء تسجيل حرارة الأرض في ثمانينيات القرن التاسع عشر، وحذرت من ارتفاعها في الأعوام المقبلة.
فقد ذكر تقريران لكل من وكالة الفضاء الأميركية ناسا، والأمم المتحدة، أن عام 2018 كان رابع أكثر الأعوام سخونة على الإطلاق.
وأشارا إلى ما يتسبب به التطرف المناخي الذي تمر به الكرة الأرضية في السنوات الأخيرة، مثل اندلاع الحرائق بصورة أكبر وأكثر انتشار، وما يتبعها من حالات صقيع شديدة تشهدها بعض مناطق العالم.
وقال تقرير الأمم المتحدة إن التوقعات تشير إلى أن ارتفاع الحرارة يقترب من مستويات تعتبرها معظم الحكومات خطيرة على كوكب الأرض،
وقالت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة في بيان لها مستندة إلى بيانات صادرة عن هيئات الأرصاد الأميركية والبريطانية واليابانية والأوروبية، إن متوسط درجات حرارة سطح الأرض العام الماضي كان أعلى بمقدار درجة مئوية عن مستوياتها قبل الثورة الصناعية .
# دعوة أممية عاجلة
الثالث والعشرون من سبتمبر القادم سيلتقي قاد ورؤساء دول العالم للمشاركة في المؤتمر العالمي المناخ. وحسب موقع الأمم المتحدة الإلكتروني في نسخته العربية فان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيراس يدعو كافة القادة بالقدوم إلى نيويورك بتاريخ 23 سبتمبر ومعهم خطط ملموسة وواقعية لتعزيز إسهاماتهم المحددة وطنيا بحلول سنة 2020، تماشيا مع خفض انبعاث الغازات بـ 45 بالمائة في العقد القادم، وإلى انعدام الإنبعاثات سنة 2050.
وأضاف .. أود أن أسمع بخصوص طريقة توقيف الزيادة في الإنبعاثات بحلول سنة 2020، وخفض الإنبعاثات بدرجة كبيرة للوصول إلى صفر انبعاثات بحلول منتصف القرن.
حتى نكون ذو فعالية ومصداقية، لا يمكن لهذه الخطط أن تعالج التخفيض لوحده. يجب أن تمهد الطريق نحو تحول كامل للإقتصادات تماشيا مع أهداف التنمية المستدامة. لا يجب عليهم خلق رابحين أو خاسرين أو القيام بإضافة إلى التفاوت الإقتصادي؛ يجب عليهم أن يكونوا عادلين ويقوموا بخلق فرص جديدة والحماية إلى أولئك المتأثرين بشكل سلبي، ضمن سياق مرحلة انتقالية عادلة.
سوف تجمع القمة الحكومات، والقطاع الخاص، والسلطات المحلية، ومنظمات عالمية أخرى لتطوير حلول طموحة في ستة مجالات: تحول عالمي إلى الطاقة المتجددة؛ بنى تحتية ومدن مستدامة ومقاومة؛ الزراعة المستدامة وإدارة الغابات والمحيطات؛ المقاومة والتكيف مع آثار المناخ؛ ومواءمة التمويل العمومي والخاص مع اقتصاد صفري.
يعني هذا إنهاء الإعانات المالية للوقود الحفري، والزراعة ذات الإنبعاثات المرتفعة، والتبديل نحو طاقة متجددة، وعربات كهربائية، والممارسات التي تراعي المناخ. تعني تسعير الكربون الذي يعكس التكلفة الحقيقية للإنبعاثات، من خطر المناخ إلى مخاطر الصحة الناجمة عن تلوث الهواء. يعني هذا أيضا الإسراع في إغلاق مصانع الفحم، وإيقاف تشييد مصانع جديدة، و استبدال الوظائف ببدائل صحية حتى يكون التحول شامل ومثمر..حسب موقع المنظمة وتقارير المناخ ..
# لقاءات ذات صلة
في بداية يونيو المنصرم عقد بمقر الامم المتحدة بنيويورك فعاليات الاجتماع الثالث عشر حول قضايا المياه والكوارث بمشاركة فريق أممي من الخبراء ورئيس وزراء موزمبيق كارلوس أغوستينو دو روزاريو، ورئيسة الجمعية العامة، ماريا فرناندا اسبينوزا. وشارك في تنظيم الفعاليات هذا العام عدد من دول العالم ممثلة في بعثاتها الدائمة، من بينها إندونيسيا واليابان وجمهورية كوريا والمكسيك بالإضافة إلى فريق الخبراء والقادة رفيع المستوى المعني بالمياه والكوارث. واستضاف الاجتماع المجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة ،والذي يعقد تحت شعار “إعادة البناء بشكل أفضل، من إعصاري إيداي وكينيث” لمناقشة الدروس المستفادة والإجراءات التي يمكن اتخاذها للحد من آثار تغير المناخ . وسيكون الإعصاران “إيداي وكينيث” اللذان ضربا عددا من بلدان جنوب شرق أفريقيا خلال شهري مارس وأبريل من هذا العام، مدخلا ومحورا لمناقشة كوارث المياه والظواهر المرتبطة بها. ويرى خبراء دوليون أن شدة الإعصارين المداريين الأخيرين وقربهما زمنيا من بعضهما البعض، يمكن اعتباره من آثار تغير المناخ التي تشهدها مناطق عديدة في العالم.
# “إعادة البناء بشكل أفضل
الحقيقة المؤلمة التى توقفت عندها المنظمات الإقليمية والدولية في تقاريرها الدورية حول الحياة على كوكب الأرض جعلت من الدول الصناعية تدق ناقوس الخطر فهي المتضرر الأول وستدفع ثمن تكالبها الصناعي كغيرها من الدول النامية التى اضحت مقابر للمخلفات الصناعية .
فهل ستتحد دول العالم في اجتماع دولي قادم وتجمعها غريزة البقاء لحماية البشرية وكل مخلوقات الأرض من محرقة الغازات موجات التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الأرض. ام ان عجلة التطور لن تقف حتى تشتعل براكين الأرض..
# المصادر
1 تقارير المنظمات الدولية حول المناخ
2 النشرات الدورية الصادرة عن الأمم المتحدة والمتعلقة بالمناخ والتغير المناخي .