رصد /الصباح الاجتماعي
“ظل الرجل” .. مقولة أطاحت بسعادة نساء تحت أقدام أعراف بالية
هل تستطيع الحياة أن تعوضنا عن بؤسنا وفقدنا وحزننا، وتمنحنا سنوات تبدل حرماننا فرحاً، وتضيف لنا أياماً من الحبور؟ هذا السؤال الذي يتم طرحه من عدة نساء بعد فقدهن ، وعندما يصل الصبر بهن لمناطق معينة في حياتهن المهددة بالنفاد ، وتضيق قلوبهن –ليس للوحدة فقط – بل لتيقنهن أنه لا يملؤ الأماكن إلا أصحابها – وأن البديل لكلا الطرفين يظل أمراً مقيتاً، ضمن الاعتقاد بأن الآخر جاء ليشغل مساحة فارغة لهن لا غير !
كانت النتيجة لبعض العلاقات التي يتسلل إليها الفشل –بالرغم أنه يعتبر معيباً – بل لعدم منح فرصة للنجاح أحياناً، والاحتفاظ بالماضي الذي ربما يشكل رصيداً عاطفياً ونفسياً وزخماً في التجربة، تقود بدورها الكثيرين للعب على الروح وتظل الأرواح معلقة ببعضها البعض ولا تقبل التجديد في العلاقات .
ووسط ذلك الشعور وضغوط الحياة التي تجبر بعضاً من النساء على اتخاذ قرارات تخالف ما يخالجهن من شعور، تدور أسئلة عدة لدى هؤلاء النسوة ومن في محيطهن ، من قبيل : –
هل الزوج الثاني بدل فاقد ويستطيع أن يلبي مساحة الفراغ عند المرأة ؟
هل الزواج مرة ثانية يشكل عقدة مجتمعية ووصمة تلاحق بعض النساء ؟
ولماذا لا يعتبر الأمر عند الرجل معيباً في مقابل النظرة القاصرة للمرأة إذا ما همت بالبحث عن زوجٍ ثانٍ ؟
هذه الأسئلة وذاك الملف رأى (الصباح الاجتماعي) ضرورة فتحه ومناقشة تفاصيله أكثر من مرة وإظهار المسكوت عنه في هذا الشأن : –
الأستاذة مفيدة بالحاج – اختصاصية اجتماعية :
عند الاقتران برجلٍ ثانٍ بعد الخروج من علاقة تنتهي بتدخل إلهي أو لسبب بشري أو لأحد الأجلين ، بأننا لا نستطيع المضي ونحن عراة دون سند وغطاء يقيناً بالنسبة لعقد المجتمع البائسة، حينها تتحول حاجتنا إلى الآخر بشرعية مجتمعية تخنقنا غالبا وبمبدأ «ظل رجل» مع احترامي الشديد للرجال وبأن هذا القول لا يعنيني ولا يمثلني ، والاتفاق على شخص ينطبق عليه شرط القبول للإقدام على خطوة جديدة أساسها الاختيار .
الأستاذة مها محمد – ناشطة حقوقية:
تبدأ حكاية الرجل الثاني والصراع الذي يأخذ البعض للمقارنة وانتظار إضافة تحقق نوعاً من الارتياح على الشراكة المقننة بطابع الزيجة والتي تفتقر أحياناً لأبسط الاشتراطات في تقاسم الإخفاق على سبيل المثال ووقوع ضرر على طرف بعينه واستخدام الطرف الثاني العقد لصالحه ، كما هو موجود في أغلب القصص الواقعة في هذا الشأن والتي تخلو من الإنسانية في التعامل.
إن لسان حال الكثيرات يعتقدن بأن الخسارة تحددها النتائج، فما هو المكسب من خوض غمار التجربة غير المؤمنة والتي لا تراعي أبسط الحق الإنساني في حاجته للأمان وبحثه عن الدفء و»الونس»، وتكون مجردة من العواطف لأنها ستكون مصطنعة باسم الزواج والمصلحة وتحويل الشريكين إلى متنافسين، من الذي سيجني أرباحاً ومن سيخرج بخفي حنين ؟ .. وبالقانون!!
هذا حال الكثيرين من الجنسين ومن لا يقبل أن يكون مجرد «بديل «ومن لم تقبل بأن تصبح شغالة» والعكس صحيح ، ولا يظهر من الزواج إلا الندم بكل أسف !