الصباح / فرانس برس
باشر قادة الاتحاد الأوروبي الجمعة مفاوضات شاقة في بروكسل حول سبل دعم الاقتصادات الوطنية التي تضررت بشدة جراء أزمة تفشي كوفيد-19، في وقت تبرز مؤشرات على عودة انتشار هذا الوباء في أوروبا، وخصوصاً في برشلونة حيث دعي السكان إلى التزام منازلهم.
واجتمع قادة الدول والحكومات الأوروبية الـ27 في لقاء مباشر للمرة الأولى منذ فرضت دول حول العالم في مارس تدابير إغلاق بهدف احتواء تفشي الفيروس. وترأس الاجتماع رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال، وانضمت إليهم لاحقاً رئيسة المفوضية الأوروبية اورسولا فون دير لايين.
وبهدف تلطيف الأجواء، جرى الاحتفال بعيدي ميلاد رئيس الوزراء البرتغالي انطونيو كوستا (59 عاما) والمستشارة الألمانية انغيلا ميركل (66 عاما).
والاختلافات عميقة بين مؤيدي الخطة التي ينبغي أن تستفيد منها دول الجنوب وفي مقدمتها إيطاليا وإسبانيا، والدول الملتزمة بأسس الميزانية الأوروبية والمعروفة باسم الدول “المقتصدة”. ومن الممكن أن تمتد القمة حتى السبت أو الأحد.
وقدّر رئيس الوزراء الهولندي مارك روتي، زعيم بلدان الشمال “المقتصدة”، فرص نجاح القمة “بأقل من 50%”، فيما قالت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل المؤيدة للخطة إنها تتوقع “مفاوضات صعبة للغاية”.
من جانبه، تحدث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن “لحظة الحقيقة والطموح بالنسبة لأوروبا”.
– أوروبا تشدد التدابير الصحية -وتعقد القمة وسط استمرار تفشي كوفيد-19 وعودة ظهور الفيروس في عدد كبير من الدول، خاصة في اوروبا حيث اعتمدت عدد من حكومات القارة في الايام الاخيرة تدابير لتجنب حدوث موجة ثانية.
وفي اسبانيا، واحدة من الدول الأكثر تضرراً جراء الوباء مع تسجيلها اكثر من 28 ألف وفاة، دعي نحو 4 ملايين شخص في برشلونة الجمعة إلى “التزام المنازل”.
وأعلنت الحكومة المحلية إغلاق صالات السينما والمسارح والملاهي الليلية، ومنعت ايضاً زيارة دور رعاية المسنين والتجمعات لأكثر من 10 اشخاص. وسيتعيّن على المطاعم خفض قدرتها الاستيعابية بنسبة 50 في المئة.
وتراقب السلطات الاسبانية منذ عدة ايام أكثر من 120 بؤرة وبائية نشطة، خاصة في كاتالونيا (شمال-شرق).
أما ألمانيا التي ظلت بمنأى نسبياً من الجائحة، فقد أجازت اعتماد تدابير عزل مشددة على مستوى بعض المناطق، مع “حظر الخروج” منها في حال بلوغ العدوى الذروة.
– أكثر من مليون إصابة في الهند -وفي إسرائيل، أعلنت الحكومة إغلاق بعض الأماكن العامة “لتجنب عزل تام” بسبب العدد المتزايد من الحالات الجديدة.
وستغلق بين مساء الجمعة وصباح الأحد “المتاجر (غير الأساسية) والمراكز التجارية وصالونات تصفيف الشعر ومعاهد التجميل والمكتبات وحدائق الحيوانات والمتاحف وأحواض السباحة والمواقع السياحية والترامواي”.
وأصيب أكثر 13,8 مليون شخص في ارجاء العالم بالفيروس، وتوفي 590 ألفا و132 شخصا على الاقل، حسب تعداد وضعته فرانس برس الجمعة الساعة 11,00 ت غ استنادا إلى مصادر رسمية.
وبلغت الوفيات في الولايات المتحدة، الدولة الأكثر تضرراً على هذا الصعيد، أكثر من 138 ألفا، مع تسجيل عدد قياسي جديد للإصابات الخميس، تخطى 68 ألفا في 24 ساعة.
وتخطت الهند عتبة مليون إصابة الجمعة، فيما سجّلت البرازيل اكثر من مليونين.
وقال جان غورشينشتين المتخصص في الأمراض المعدية من معهد إميليو ريباس ومستشفى ألبرت أينشتاين في ساو باولو لوكالة فرانس برس “مليونان هو عدد رمزي لأنه ليس لدينا اختبارات جماعية” مضيفا “لكن الرقم الفعلي قد يكون أعلى بأربع أو خمس مرات”.
إلا أنّ منظمة الصحة العالمية قالت مساء الجمعة إنّ مسار الإصابات في البرازيل لم يعد تصاعدياً وإنّما استقر، وذلك على لسان مسؤول حالات الطوارئ الطبية مايكل راين.
والخميس سجّلت فلوريدا، التي كانت من أوائل الولايات الأميركية التي ترفع إجراءات العزل، حصيلة وفيات يومية قياسية بلغت 156 وفاة.
ومنذ نهاية يونيو تواجه الولايات المتحدة تزايدا متسارعا في أعداد المصابين بالفيروس ولا سيّما في الولايات الواقعة في غرب البلاد وجنوبها إذ تتجاوز حصيلة الإصابات المسجلة يومياً ستين ألفاً منذ قرابة أسبوع، أي بزيادة مرتين عن شهر أبريل.
– بريطانيا تعود إلى الحياة الطبيعية في عطلة الميلاد؟ -أعرب رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون عن امله في “العودة إلى الحياة الطبيعية في تشرين الثاني/نوفمبر على اقرب تقدير، وربما في الوقت المناسب في عيد الميلاد”.
وشجّع جونسون البريطانيين على استئناف استخدام وسائل النقل العام بدءاً من الجمعة، وحثّهم على العودة إلى أعمالهم في بداية اغسطس، على ان يقرر أرباب العمل ما إذا كان يتعين على الموظفين مواصلة العمل من بعد أو العودة إلى المكاتب.
وأعلن جونسون أنّ الكازينوات وصالات البولينغ وحلبات التزلج ومحال خبراء التجميل وصالات العرض سيعاد فتحها في بداية غسطس.