الصباح-وكالات
يعد ملف الاختطاف والتغييب القسري والقتل خارج إطار القانون في بنغازي، أكثر الملفات المعلقة في المدينة والذي لا يكاد يمر شهر أو أسابيع إلا ويجري الكشف عن حالات قتل جديدة أو العثور على جثة وأقلها أن تكون اختطافا أو تغييبا بغرض الابتزاز.
آخر ضحايا سلطة المليشيات وقانون القوة والسلاح الذي يحكم المدينة، كان نقيب المحامين سابقا في المدينة “أبوبكر السهولي” الذي تم اختطافه على يد مجموعة مسلحة قامت باقتياده من مكتبه بالقوة إلى جهة غير معلومة يوم الأربعاء.
ودفعت الجريمة عددا من المحامين في المدينة إلى الخروج في تظاهرة لإدانة الحادثة، وإمهال وزير الداخلية بحكومة الثني “إبراهيم بوشناف”؛ وجميع الجهات الرسمية ببنغازي 24 ساعة للكشف عن مصير السهولي، وإلا سوف يتخذون كافة الاجراءات القانونية اللازمة حيال ذلك، وفق قولهم.
وفي فضيحة أخلاقية جديدة ببنغازي، تعرضت نساء من السودان للاختطاف قبل أن يتم قتلهن بطريقة وحشية على يد عصابات إجرامية رجح رئيس الجالية السودانية ببنغازي أن تكون شبه حكومية؛ ما دفع بوزارة الخارجية السودانية إلى استدعاء القائم بأعمال السفارة الليبية في الخرطوم, على خلفية هذه الجرائم.
ونقلت وكالة الأنباء السودانية عن رئيس الجالية “محمد المريود” قوله؛ إن هذه الأفعال ارتكبت على يد مجموعة منظمة وممنهجة تمتلك قائمة بأسماء النساء تزعم هذه المجموعة أنهن يمارسن أعمال الشعوذة والعادات الضارة والظواهر السلبية.
كما أكد رئيس الجالية تكوين غرفة عمليات مشتركة برئاسة قنصل السودان ببنغازي وعضوية رؤساء الجاليات وممثلين عن السلطات الليبية لكشف ملابسات الاغتيال والاختطاف.
وفي إجراء احترازي دعت القنصلية والجالية السودانية ببنغازي النساء السودانيات المقيمات بالمدينة وخاصة العاملات في مجال تزيين النساء والتمريض؛ إلى عدم الذهاب لأعمالهن والتزام منازلهن إلى حين القبض على الجناة وتقديمهم للمحاكمة.
وجاءت هذه التطورات تزامنا مع انتشار وسوم على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك أطلقتها فتاة تدعى “ريان ياسين” قالت فيها إن والدتها تعرضت للاختطاف من مكان عملها قبل أن يتم قتلها برصاصة في الرأس داعية العالم إلى مساعدتها.
وفي بنغازي أيضا لا تزال قضية النائبة “سهام سرقيوة” التي لم تشفع لها حصانتها البرلمانية من الاختطاف مجهولة أو جرى تجاهلها بالأصح من قبل الجهات الأمنية التي اتهمت عائلتها تارة والإرهابيين تارة أخرى بالتسبب في خطفها، حتى صرح شقيقها مؤخرا بأنهم لا يعتقدون أنها لا تزال على قيد الحياة، فكيف إذن سيكون حال البقية من العامة إذا كان التصرف هكذا مع النواب!
ومنذ إعلان سيطرة مسلحي حفتر على بنغازي عام 2017 ، لم تتوقف عمليات القتل والتصفية خارج إطار القانون بحق كل صوت لا يسبح باسم حفتر وعلى مستويات مختلفة مهما بلغت صفاتهم، وهو ما يعكس فشل منظومته الأمنية والعسكرية في خلق نموذج حقيقي في بنغازي يقنع به سكان غرب ليبيا وطرابلس بالخصوص، التي يشن عليها حربا منذ أكثر من ستة أشهر لطرد المليشيات منها وبسط الأمن فيها بحسب ادعاءاته