منصة الصباح

امريكا الأخرى!

امريكا الأخرى!
——

تربيت على أن اكره آمريكا التي قتلت جيفارا، وسلفادور اللندي، وحقنت باتريس لومومبا بالجراثيم.
كنت افضل رواية الام لمكسيم جورجي عن كل روايات العلايلي واحسان عبدالقدوس التي يحببها من كانوا في جيلي.
وكانت تعتريني قشعريرة وانا استمع إلى شيخ امام وهو ينشد جيفارا مات، وفرقة الطريق واغنيتها اهون ألف مرة.
كان يستهويني الفن اليساري، فرقة اصحاب الكلمة، والميادين، وعدلي فخري، ومرسيل خليفة، وخالد الهبر، وغيرهم.
وصارت كلمات مثل البروليتاريا، والأممية والبورجوازية، والامبريالية، المافيستو، تشكل جزء من قاموسي.
حتى قوانين الديالكتيك في الطبيعة لفردريك انجلز حفظتها على ظهر قلب.
وغير المراهقة اليسارية، فكراهية امريكا كانت وجدانية، تتعلق بفلسطين، وكوبا، وفيتنام
ومع هذه الخلفية التي اختلط فيه العاطفي، بالثقافي، بالانساني، لابد لي أن اتذكر لأذكر جميلين لأمريكا بالنسبة لليبيا.
الأول لدور امريكا في الاطاحة بمشروع بيفن سفورا الذي كان سيوزع ليبيا على ثلاثة وصايات.
والثاني عندما قبضت البحرية الامريكية على باخرة النفط المهرب التي كان سيدشن بها الجظران مشروع بيفن سفورا طبعة القرن 21.
واشنطن ولغير سبب هي الأكثر تأهيلًا لتكون حاضنة للملف الليبي، فهي لا تفكر في ليبيا كمجال امريكي، وشركاتها النفطية تنسحب.
ربما ما يهمها فقط ان لا تكون ليبيا سوق عمل لداعش، أو فضاء لحضور روسي.
امريكا وافضل من كل جار جائر، ومن كل الاقارب العقارب.

شاهد أيضاً

زيادة الوزن وطريق الموت

مع شاهي العصر: توجد دولة في جنوب أمريكا اسمها بوليڤيا بها شارع يعد أخطر شارع …