النظام الصحي العربي بين التحديات والطموحات
د. علي المبروك ابوقرين
تميز العرب تاريخيًا بأنهم أول من انشاء الجامعات وبناء المستشفيات وتُرجمت علومهم الطبية التي تأسست عليها علوم الطب في العصور الوسطى والحديثة .
وبالإمكان احداث نهضة في العلوم الطبية والخدمات الصحية وتحقيق الطموحات المرجوة بأن ينعم المواطن العربي بخدمات صحية ذات جودة عالية تحقق المحددات الصحية والاجتماعية والتغطية الصحية الشاملة والحماية الاجتماعية والتنمية المستدامة . . .
وبالتغلب على التحديات الكثيرة ، وتضييق التفاوت المتعدد بين النظم الصحية العربية تتحقيق الطموحات الكبيرة للمواطن العربي …،
ومن التحديات الكبرى .
1- التهديدات الوبائية وعودة بعض الأمراض السارية التي تم القضاء عليها وارتفاع معدلات الأمراض المزمنة
2- الكوارث والأزمات الصحية والطبيعية ، والصراعات والحروب والتغيرات البيئية والمناخية ..
3- تحدي القوى العاملة الصحية حيث تعاني معظم الدول العربية من نقص في الأعداد والتخصصات والتأهيل ، ويتراوح الاحتياج بين الضعف الى اربعة أضعاف من القوى العاملة المتواجدة حاليًا ، وعشرات التخصصات الضرورية مفقودة ، وبعض التخصصات تعاني من النقص الحاد ، ولازال الإعتماد في معظم البلدان على المعاهد المهنية المتوسطة ما بعد التعليم الأساسي .
والتعليم والتدريب الطبي لا يتماشى مع الاحتياجات الفعلية ولا التطورات الحياتية في معظم البلدان .
وتعاني معظم النظم الصحية من حركة النزوح المستمرة للقوى العاملة الصحية من القرى للمدن ومن البلدان المحلية الى خارجها نظرًا للنقص الحاد عالميا ويتزايد الاحتياج بالملايين سنويا…
4- البنى التحتية للنظم الصحية العربية لا تتناسب مع التوسع الجغرافي ولا الزيادات الديموغرافية ولا تتناسب مع الحداثة والتطور الاجتماعي والتكنولوجي ..
5- النظم الصحية بعضها غير متماسكة بنيويًا وتعاني من التفتت في الهيكلية والتسلسل والوظايف والتفاوت في الخدمات الصحية بين المدن وبعضها وبين الحضر والريف وتعدد الأجسام الموازية والمؤسسات الصحية دون تنسيق ولا ضوابط ..
6- التمويل اذ تعاني معظم النظم الصحية من مشاكل التمويل الكافي والمستقر والمستمر والذي يلبي حاجيات القطاعات الصحية وتطويرها ، ويعتمد بعضها بشكلٍ كامل على الاستيراد من الأدوية والمستلزمات والمعدات الطبية مع الظروف والمتغيرات الاقتصادية الصعبة ، والجميع يعاني من عدم توفر امكانيات واليات ونظم لسلاسل الإمداد الطبي الصحيحة …
7- تحدي توطين الصناعات الدوائية وتحقيق الاكتفاء الذاتي ، وعدم وجود آليات محددة وموحدة للتسجيل الدوائي او للتكامل في التصنيع العربي ..
8- تحدي توطين العلاج داخل الدولة القطرية او بين الدول العربية وبعضها ،
9- القصور في البحوث العلمية الطبية والصحية وعدم وجود عمل مؤسسي موحد لها ولمكافحة الامراض،
10- غياب التنسيق والتعاون المشترك في مجابهة الأزمات والكوارث والطوارئ الصحية والطبيعية وأثارها ..
إن التحديات تتزايد وسقف الطموحات يرتفع والنظم الصحية الدولية تتجه بسرعة للرقمنة والاثمنة واستخدامات الذكاء الاصطناعي والمرافق الصحية الذكية ، والصديقة للبيئة ، والخدمات الصحية الافتراضية والطبابة عن بعد ، والخدمات الروبوتية وغيرها من استخدمات متطورة ، وهذا كله يعمق الفجوات بين التحديات والطموحات مما يحتاج للتعاون الصحي العربي المشترك الجاد ، وتسخير كل الامكانات المتاحة لإصلاح النظم الصحية على أسس سليمة ، تحقق الصحة والرفاه ، والاهتمام بالتعليم والتدريب الطبي والصحي على الأسس العلمية الصحيحة المأمونة والمعتمدة والمتطورة ، لتكوين كوادر طبية وتمريضية وفنية وإدارية ماهرة ومؤكد تأهيلها ، لضمان ألأمن والأمان الصحي الفعلي ..
وغير ذلك عكس ذلك ..
والإمكانات والقدرات العربية كبيرة وعظيمة وبالتنسيق والتعاون تتحقق الطموحات والأماني .
ولثقتنا بالقدرات العربية نتطلع لغدا أفضل بالاستثمار الفعلي في الطاقات البشرية العربية .
وبتوحيد الجهود العربية تتحول التحديات لفرص ..
.وكم نحن أحوج لذلك الآن
لمجابهة الأخطار والتهديدات الصحية