منصة الصباح

الناشط البيئي رائد القبلاوي: من الضرورة العمل على التوعية بأهمية البيئة لمواجهة التغير المناخي

خلود الفلاح

تشهد ليبيا مؤخرا موجة كبيرة من التغيرات المناخية، شملت ارتفاعا غير مسبوق في درجات الحرارة، وعواصف وفيضانات وارتفاع منسوب مياه البحر، وندرة في المياه وما يصاحب ذلك من تحديات تواجه الزراعة في ليبيا، وتراجع في التنوع البيولوجي.

وتشير دراسة قدمت من قِبل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي إلى أن ليبيا وقعت عام 2015، على اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ وصدقت على اتفاق باريس للمناخ في عام 2021، إلا إنه لم يتم تقديم السياسات أو الخطط أو التقارير المطلوبة، مثل المساهمة الوطنية المحددة أو خطط التكيف أو الاتصالات الوطنية.
وحذر نشطاء البيئة في ليبيا من أن تغير المناخ يهدد التنمية الاقتصادية، وخطورة التغافل عن الخطر المناخي.
ومع تعرض سكان ليبيا لهذه التغيرات من دون وضع حلول جذرية، ستكون البلاد على موعد مع ضرر مستمر لنظام المياه يهدد الصحة العامة ويزيد من خطر انتشار الأوبئة والأمراض المعدية.

أهمية الوعي

قال الناشط البيئي رائد القبلاوي: يجب علينا جميعًا أن نعمل على زيادة الوعي بأهمية القضايا البيئية ومكافحة التغير المناخي، ولكن لا يمكن التغاضي عن دور الحكومة في هذا السياق. يجب على الحكومة أن تهتم بإجراء البحوث العلمية حول أسباب التغير المناخي، وكيف يؤثر هذا على مواطني ليبيا ومستقبلهم؟

وأضاف: “يجب أن تعترف الحكومة بأن تغير المناخ ليس تحديًا بيئيًا فقط، بل هو أيضًا تحدي اقتصادي واجتماعي يمكن أن يؤثر على استدامة البلاد ومعيشة المواطنين. لذا، ينبغي للحكومة أن تتخذ إجراءات فعالة واستراتيجيات توعية تستند إلى العلم للتصدي لتغير المناخ والحفاظ على مستقبل ليبيا وشعبها.”

ويرى رائد القبلاوي، أن المجتمع المدني أن يلعب دورًا حيويًا في زيادة الوعي وتوجيه الأجيال الجديدة نحو أهمية البيئة وكيف يمكن للحفاظ عليها أن يساهم في مستقبل أفضل لليبيين. تعليم الأطفال والشباب حول قضايا البيئة وتغير المناخ يمكن أن يلعب دورًا حاسمًا في بناء وعي دائم ومستدام بين الأجيال القادمة. وبالتعاون بين الحكومة والمجتمع المدني، يمكننا تعزيز التوعية وتحقيق التغيير الإيجابي لمكافحة تغير المناخ والمحافظة على التنوع البيئي، مما يسهم بفعالية في بناء مستقبل أفضل وأكثر استدامة.

النظام البيئي المحلي

تحدث رائد القبلاوي عن التحديات المتعددة والمعقدة الناجمة عن التغير المناخي، تشمل ارتفاع درجات الحرارة وموجات الحر، التي تؤثر سلبًا على الصحة العامة، الزراعة، والموارد المائية، والأمن الغذائي.
ويعني ذلك، بحسب رائد القبلاوي، أن يؤدي الاحتباس الحراري إلى تغيرات في دورة المياه الطبيعية، وبالتالي جفاف في المناطق شبه الاستوائية، بينما تشهد المناطق شبه القطبية وبعض المناطق الاستوائية زيادة في الهطول، مما يعني أن المناطق الجافة حاليًا في ليبيا قد تصبح أكثر جفافًا، وهذا يعرض البلاد لخطر أكبر من الناحية البيئية والاقتصادية. تغير المناخ يؤدي أيضًا إلى ارتفاع مستوى البحر، مما يهدد المناطق الساحلية في ليبيا ويعرض البنية التحتية الساحلية للخطر.

ويلفت ضيفنا، إلى تزايد مخاطر الأعاصير والفيضانات مع زيادة تواتر الأحداث المناخية المتطرفة، مما يزيد من خطر الأضرار البيئية والاقتصادية، وكذلك يؤثر سلباً على الصحة العامة والمعيشة. من الضروري لليبيا تطوير وتنفيذ استراتيجيات التكيف مع تغير المناخ لتقليل الآثار السلبية، وهذا يتطلب تحسين البنية التحتية، تطوير الزراعة المستدامة، وتعزيز الإدارة المائية لتقليل الضرر الناجم عن الجفاف وندرة المياه.

شاهد أيضاً

طرابلس تحتضن الاجتماع الثامن عشر للمنظمة الإقليمية لمكافحة المنشطات بشمال أفريقيا

انطلقت في مدينة طرابلس فعاليات الاجتماع الثامن عشر لمجلس المنظمة الإقليمية لمكافحة المنشطات بشمال أفريقيا، …