منصة الصباح

المواطن قاجة وأشياء أخرى!

الأستاذ/ عبد الرازق الداهش

——-

لا اعرف المواطن الليبي عبدالرحمن قاجة، ولكن اعرف أن ليبيا اقرب لتونس من السعودية.

المسافة بين طرابلس والرياض تزيد عن الأربعة آلاف كيلو متر.

والمسافة بين تونس والسعودية تتخطى الأربعة عشر قرناً على رأي الرئيس التونسي الراحل الحبيب ابورقيبة،

ما يجمع ليبيا وتونس في السعودية، أو ما يجمع البلدان الثلاثة هو طواف الإفاضة، خلال موسم الحج.

وتبعا لهذه الحقائق، فليس جميلا في حق علاقة ليبيا وتونس، أن تصدر السلطات التونسية مذكرة اعتقال لمواطن ليبي.

كان يمكن للشقيقة تونس أن تنقل ما لديها من اتهامات بشأن المواطن الليبي قاجة إلى السلطات الليبية الشقيقة.

وكان يمكن للشقيقة ليبيا بمنطق (ما يضر بلد يضر الأخر) أن تتعامل مع المتهم بطريقة الإنابة القضائية.

السلطات السعودية قامت باحتجاز المواطن الليبي والسبب ليس فقط التعميم التونسي، بل لأنه لا يحمل جواز سفر أمريكي.

سلوك الإدارة التونسية غير مفهوم في توجيه مذكرة الاعتقال، وغير مفهوم في تحول تونس إلى ملاذ آمن لعدد من المطلوبين الليبيين!

فكم من متهم باختلاس بنك في ليبيا، أو أموال عامة ليبية، ويدخن الارجيلة في حي اللاك بالعاصمة التونسية.

واذكر أنني كنت قد اعترضت على ما ادلى به مدير الجمارك التونسي خلال إدارتي لندوة مشتركة تجمع هيئة مكافحة الفساد في ليبيا ونظيرتها في تونس.

قال رئيس جمارك تونس بانهم لا يسمحون لليبيا بالخروج من تونس وبحوزته أكثر من 30 ألف دينار تونسي.

واجبته: ولكنكم تسمحون له بالدخول من ليبيا ومعه 30 مليون دولار، حتى تحولت تونس إلى “لاوندارية” لغسل وتجفيف الأموال الليبية.

أتصور أن الأشقاء في تونس محتاجين لمراجعات تتعلق بالجار، والشقيق الليبي، ونحن كليبيين ربما في حاجة لذلك.

شاهد أيضاً

المنفي يبحث عودة السفارة الصينية واستئناف عملها بطرابلس

  ناقش رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، عودة السفارة الصينية واستئناف عملها بالعاصمة طرابلس. جاء …