نجوم مكانهم هو المسرح والحياة
صباح الفن
عبدالله الزائدي
هل يتوقف الفنان في زمن أو ظرف ما وهو في قمة نشاطه وشهرته ؟ طرحت هذا السؤال عندما رأيت منذ سنوات قليلة عودة الفنان لطفي العارف وظهوره مجددا بعد غياب ، غياب اعتقدت انه كالاعتزال ، غياب طال الكثير من الأصوات الجميلة التي برعت وسطعت في السبعينات ثم تراجعت في التسعينات ، منها راسم فخري ومحمود كريم وسلام قدري وتونس مفتاح وآخرين ، ويبقى السؤال لماذا هذا الابتعاد ؟لو أن فنانا واحدا مطربا قرر الابتعاد سنقول انه اكتفى شهرة وانطفأت شعلة شغفه ، ولكن أن يكون قرار عدد من اجمل الاصوات ، هنا لابد من السؤال عن السبب، ومن البحث عن اجابة ، ليست على ألسنة الفنانين انفسهم بل استقراء لظاهرة فنية .هل كان صعود موسيقى البوب اربك والايقاعات التي عرفت عربيا بالشبابية سببا ؟ هل ضعف الاهتمام والدعم للفنان والذي وصل لعمر وشهرة بات فيها يبحث عن الاستقرار والمردود المادي أكثر من بحثه عن الانتشار ونجاح العمل سببا ؟ هل بسبب تقديم الدعم من المؤسسات الاعلامية لاصوات عربية بشكل لا يساوي ما يحظى به الفنان الليبي استقبالا ومالا واحتفاء ؟ هل ظهور الفضائيات الغنائية العربية وتصديرها لاصوات ونمط غنائي جعل الفنان يشعر بضعف الجدوى من تقديمه لعمل لا يحظى بذات الدعم والانفاق والترويج وهو لاشك امر محبط للغاية ؟ هل قلة اهتمام المسئول في الإذاعة باللون الفني الطربي على حساب اهتمامها بالوان من الفن الشعبي وهو فن محترم مقدر ويمثل جانبا من هويتنا وذلك لايعني إغفال الوان فنية اخرى ؟ ان هذه العوامل كانت تحتاج الى طرح وبحث من امانة الثقافة في ذلك الزمن ، ومدير هيئة الاذاعة ايضا ، والحديث مع الفنانين وعن سبب ابتعادهم ، ولا ادري هل فتح بالفعل نقاش مع الفنانين على هذا المستوى أم لم يفتح ، لكنني اعرف ان اعمالهم قلت وظهورهم بات نادرا وغاب منهم من غاب وبقي من بقي على غير شغف البدايات ، رغم أن الفنان انسان متجدد مولع بالتطور والتجريب .إن الاعتزال او الابتعاد هو قرار شخصي للفنان ، لكن العوامل التى تؤثر في قرار الفنان ليست شخصية، هي مجمل ظروف، ومن مهام وزارة الثقافة والمنتجين أن يمهدوا طريق الفنان وأن يدعموه ، نعم لا يمكن لأحد يمنع فنانا من قرار الاعتزال او الابتعاد ، لكن يمكنه ان يجعل الظروف افضل ، ان يدعمه أن يسال عنه اذا غاب او يسانده اذا احتاج المساندة ، وهذا يعني ان يشمل كل فنان ملتزم يقدم الفن الجميل ، فالابتعاد أو الاعتزال لا يقبل من الفنانين الكبار ، فمكانهم هو المسرح والحياة واصواتهم هي أصواتنا ، فمرحبا بعودة لطفي العارف وتونس مفتاح و راسم فخري وكل الاصوات الجميلة مرحبا بنجوم ليبيا