“المراحل” فيلم توثيقي يستعرض السيرة الأدبية والحياتية للأديب الليبي أحمد بن نصر المراحل، أحد أعلام الرواية الليبية وأكثرهم تأثيرًا في تشكيل السرد المحلي والهوية الثقافية في ليبيا.
يوثق الفيلم المسيرة الأدبية والإنسانية للمراحل في أربعة أجزاء تتناول محطات حياته المختلفة.
صياغة الوعي الثقافي
قال الكاتب سفيان قصيبات: أن “المراحل” هو أول روائي في مصراته، صاحب أطول نفس سردي في المدينة. أما عنوان الفيلم مستلهم من كتابه “المراحل”” الذي كُتب على أربعة أجزاء، شكلت خريطة حياته. ويُعتبر أحمد بن نصر نموذجًا حيًا لعلاقة الأدب بالمجتمع، وتكريمه واجب ثقافي حيّ.
وأضاف: ينقسم الفيلم إلى أربعة أجزاء رئيسية، كل جزء يعكس مرحلة زمنية ومفهومية هامة: المرحلة الأولي: الطفولة والنشأة يُسلط الضوء على البدايات الأولى في بيئة مصراته التقليدية، وتأثير النشأة والتعليم المبكر على تشكل الرؤية الأدبية لدى أحمد بن نصر. أما المرحلة الثانية نستعرض فيها التفاعل الجدلي بين الإبداع الأدبي والواقع السياسي في ليبيا، وكيف كانت أعمال بن نصر انعكاسًا نقديًا عميقًا لما مرّت به البلاد من تحولات.
والمرحلة الثالثة تتناول التحديات والنجاحات يتناول التحديات التي واجهها الأديب، سواء في ما يتعلق بالرقابة أو القيود الاجتماعية، وكيف تجاوزها ليحفر اسمه كأول روائي في المدينة وأطولهم نفسًا سرديًا.
وترصد المرحلة الرابعة، الإرث الأدبي وتأثيره على أجيال من الكتّاب والقرّاء، ودوره في صياغة الوعي الثقافي، مع شهادات حية من نخب نقدية محلية تناولت منجزه ضمن إطار النقد الثقافي للسرد.
أنا أقرأ
فيلم “المراحل” ليس فقط استذكارًا لسيرة شخصية، بل هو عمل توثيقي يستحضر الذاكرة الثقافية لليبيا من خلال عدسة الأدب. إنه احتفاء بكاتب لا يزال حيًا، ورمزًا للمثقف الذي ظل يحمل هموم مجتمعه عبر الكلمة والسرد.
أما الجهة المنتجة فهي نادي “أنا أقرأ” الأهلي، وهو كيان ثقافي شبابي غير ربحي، بادر بإنتاج الفيلم بإمكانات ذاتية، دون وجود جهة راعية رسمية. وقد جاءت فكرة الفيلم من رغبة صادقة في تكريم الأديب وهو على قيد الحياة، واعترافًا بفضله كرائد في سرد الرواية الليبية من مدينة مصراته.