زكريا العنقودي
حين فتح عينيه كان متعباً من فرط الكسل و النوم وكان ممتداً على فراشه كجثة هامدة .. لم يطل التفكير ، جال بعينيه بمربع غرفته الصغيرة المعتمة ، وايقظ ما تمكن له من حواس .
استشعر البرد فسحب غطائه لسكين عنقه ..ضاقت أنفاسه فسحب وبصعوبة منفظة سجائره من ( الكامدينو ) لجواره وبصعوبة اكثر وضعها اسفل السىرير .
التفت ناحية النافذة المغلقة قال في نفسه اكيد إنه البرد لتظل مغلقة .. لم ينظّر للباب اصلا فقد كان واثقا من أقفاله الخمسة .
التف بكامل بجسده ناحية الجدار ، زاد من سحب الغطاء وشدّه اكثر ليغطي كما الكفن كامل جسده .. وعاد للنوم من جديد على صوت الكناري الذي كان في القفص يغرد بعتمة الغرفة من فرط العطش وحرارة الموت ( السمفوينية التاسعة ) لبيتهوفن .