منصة الصباح

السودانيين في الكفرة ارتفاع عدد الإصابات بالأمراض المعدية

تقرير : خلود الفلاح

يواجه اللاجئين السودانيين في الكفرة مزيد من التعقيدات في ظل أوضاعًا إنسانية صعبة تتمثل في الحاجة الماسة إلى الخدمات الصحية والغذاء والمأوى والسلع المنزلية، وكذا الدعم اللوجستي. وشكل ذلك مشكلا قائما، لعدم قدرة السلطات المحلية على تغطية احتياجاتهم ونقص الخدمات الأساسية المتوفرة، خاصة الغذاء والماء والمأوى. إضافة إلى انهيار نظام الرعاية الصحية في المدينة.

وحذر الناطق باسم بلدية الكفرة، عبد الله سليمان، من تكدّس اللاجئين السودانيين في المدينة، حيث قدّر عددهم بعشرات الآلاف. مشيرا، إلى ضرورة توفير احتياجات عاجلة من أغذية وألبسة وأدوية التي لا تستطيع مؤسسات المدينة تقديمها للنازحين الذين يزداد عددهم في شكل دائم.

وبدأت بلدية الكفرة منذ مطلع مارس الماضي في توزيع مساعدات على اللاجئين، بعدما منحتهم “بطاقة لاجئ” لمحاولة معرفة عددهم وتنظيم توزيع المساعدات عليهم.

 مخاوف أمنية

وأشار عبد الله سليمان، إلى مخاوف أمنية ترتبط بملف اللاجئين السودانيين، من بينها قدوم أصحاب سوابق فارين من السجون، وتسرّب أشخاص غير سودانيين استغلوا هذا النزوح. أن تعقيدات قضية حصر اللاجئين السودانيين في ليبيا تشمل عدم ضبط منافذ دخولهم الحدود، فهم لا يستخدمون المعابر المشتركة فقط بل يعبرون أيضاً في اتجاه طبرق أقصى شرق ليبيا، وأيضاً حدود التشاد إلى منطقة القطرون في ليبيا.

وذهب رئيس منظمة بلادي لحقوق الإنسان طارق لملوم، إلى وجود أصوات تعالت خلال الأيام الماضية تحذر من دخول اللاجئين السودانيين إلى ليبيا، مستثمرين في ذلك ما أعلن مؤخراً من مشاريع ومخططات دول غربية لتوطين المهاجرين غير النظاميين بجنوب البلاد، وكيف سيؤدي هذا مع استمرار تسلل عناصر غير ليبية للحدود الجنوبية إلى تغيير ديمغرافي واسع بالمناطق المتاخمة لها. أيضا الخوف من احتمالية سقوط عدد من هؤلاء اللاجئين السودانيين كضحايا لعصابات تهريب البشر.

في المقابل، طالب عضو مجلس النواب الليبي، عبد السلام نصية، بضرورة اتخاذ الإجراءات الممكنة لتسهيل استقبال هؤلاء اللاجئين وتقاسم العيش معهم إلى حين رجوعهم لبلادهم.

 البحث عن الأمان

أفادت البيانات الصادرة عن منظمة الهجرة الدولية أن السودانيين يمثلون 18% في ليبيا من إجمالي عدد اللاجئين في البلاد، الباحثين عن الأمان.

وبات السودانيون ثالث جنسية من اللاجئين الفارين إلى ليبيا، وفق منظمة الهجرة الدولية، وتلتفت إلى أن نحو 33% من إجمالي الذين وصلوا بعد بداية الصراع، جاءوا من ولاية الخرطوم و17% عن الولايات الشمالية

ويبلغ عدد اللاجئين السودانيين بالكفرة نحو 15 ألف لاجئ مسجل لدى سلطات الهجرة غير الشرعية.

في المقابل، أشار صندوق الأمم المتحدة لرعاية الطفولة (اليونيسيف) إلى إن هناك 40 ألف لاجئ سوداني في ليبيا بحاجة لتمويل بقيمة 4 ملايين و300 ألف دولار.

وتشير الإحصائيات إلى أن “100” شخص مصاب بفيروس نقص المناعة المكتسبة (الإيدز) من اللاجئين السودانيين في الكفرة، إلى جانب إصابة 800 آخرين بالتهاب الكبد الوبائي، كما بلغ عدد مصابي الملاريا”100″ شخص من أصل أكثر من 15 ألف لاجئ وصلوا إلى المدينة.

شاهد أيضاً

كتاب “فتيان الزنك” حول الحرب والفقد والألم النفسي

خلود الفلاح لا تبث الحرب إلا الخوف والدمار والموت والمزيد من الضحايا.. تجربة الألم التي …