منصة الصباح
"2025": من الصفر، والعبور، إلى الكتابة كفعل حياة..

“2025”: من الصفر، والعبور، إلى الكتابة كفعل حياة..

رصد /حنان علي كابو

ليس كل حصاد يُقاس بعدد الإصدارات، ولا كل عام يُختزل في منجز ملموس..

في هذا التقرير الأدبي، يتحدث كُتّاب وفنانون ليبيون عن عام “2025”، بوصفه مساحة للأسئلة والمراجعة والصبر، لا منصة للاحتفال السريع.. هنا، تتجاور كلمة «صفر» مع جائزة الدولة، ويقف المعرض الشخصي إلى جوار رواية مؤجّلة، فيما تمضي الكتابة – رغم كل شيء – كفعل حياة لا يتوقف..

– محمد الأصفر: حين يكون «الصفر» مقياسًا للوفاء للكتابة
الروائي “محمد الأصفر”

لا يراوغ الروائي “محمد الأصفر” الأرقام، ولا يهادن الزمن. يضع معاييره بصرامة، ويقول بوضوح:

«العام الذي لا تصدر لي فيه رواية أو روايتين أعتبر المحصول صفرًا.»..

ويستعيد الأصفر لحظة مفصلية هذا العام، جاءت من خارج الكتاب الورقي، حين تواصل معه قارئ ألماني:

«قارئ ألماني قرأ مقالة لي تنتقد المستشار الألماني حول تصريحه الخاص بصورة المدينة التي تغيرت بسبب المهاجرين، وكتب لي رسالة باللغة العربية والألمانية… وكانت هذه الرسالة سببًا في اهتمام الموقع بكتاباتي وطلب مقالات جديدة تُرجمت إلى الألمانية.»..

أما التحدي الأطول، فكان انتظار رواية لدى دار ميسكلياني تأخر نشرها أكثر من أربع سنوات:

«ورغم ذلك لم أسحبها منها، وكانت مصدر إلهام لمواصلة العمل، فكتبت بعدها أكثر من خمس روايات.»..

ويختم الأصفر رؤيته باعتراف شخصي صريح:

«بدأت الكتابة متأخرًا، في التاسعة والثلاثين، ولم أصدر كتابًا إلا بعد الأربعين، وأحاول حرق مراحل مضت بعدما كرست حياتي للكتابة دون أي اهتمامات أخرى.»..

– رزان نعيّم المغربي: عام المراجعة وإعادة التموضع
الكاتبة والروائية “رزان نعيم المغربي”

تختصر الكاتبة والروائية رزان نعيّم المغربي حصادها الأدبي لعام 2025:

«عامًا لم يكن اندفاعًا نحو إنجازات سريعة، بل محطة واعية للتوقف والمراجعة وإعادة ترتيب البوصلة.»

وتصفه بعام «إعادة التموضع» و«استراحة محارب»، حيث أعاد لها هدوءه فرصة غربلة المشاريع والتفكير قبل المضي قدمًا..

تتوقف عند لحظة أدبية خاصة:

«تلقيت عرضًا للمشاركة في كتابة قصة تُترجم إلى الإنجليزية ضمن تيمة محددة… المفاجأة كانت في تقاطع التيمة مع مشروع روائي اشتغلت عليه سابقًا.»..

ورغم صعوبة الانتقال بين القصة والرواية، تقول:

«كانت لحظة فارقة وصارمة بمعناها الإيجابي، كشفت لي مرونة إبداعية لم أكن أضعها في الحسبان.»

أما التحدي، فكان العودة إلى كتابة مقال شهري بانتظام، بالتوازي مع القراءة والمراجعات، لتختم قائلة:

«عام 2025 كان عبورًا وانطلاقًا في آنٍ واحد… دون استعجال، وبعين القلب نحو ما أريد إنجازه.»..

– مريم الصيد: حين يصبح الموعد هدفًا
التشكيلية “مريم الصيد”

بالنسبة للتشكيلية مريم الصيد، كان التحدي عمليًا وواضحًا:

«أكبر تحد واجهته في مشروعي التشكيلي هو معرضي الشخصي، وكيف حطّيت له تاريخ وكان هدفًا سعيت من أجله.»..

تحوّل هذا التحدي إلى مصدر إلهام عبر الاشتغال على فكرة واحدة:

«كموضوع واحد وهو أثيري، لتعبيري عن طاقات البشر.»..

أما اللحظة الخالدة في ذاكرتها:

«لحظة افتتاح معرضي الشخصي الأول.»..

وتختصر تجربتها ببساطة:

«رح نختصرها في صور.»..

– عائشة بازامة: فرح الاكتمال في مواجهة النقد
الشاعرة الروائية “عائشة بازامة”

تستعيد الروائية الشاعرة عائشة بازامة لحظة تكريمها:

«عندما استلمت درع منارة بنغازي عن جهد وعطاء بذلته لمدينتي، كان له أثر عميق على مستوى الساحة العربية.»..

لكن اللحظة الأدبية الأبرز جاءت مع اكتمال ثلاثية سوق الحشيش:

«باكتمال طباعة الجزء الثالث (شارع تفاحة)… وتأكيد أنها أول ثلاثية تصدر عن أديبة في ليبيا.»..

وفي المقابل، لم يكن الطريق خاليًا من العوائق:

«أكبر تحدٍ واجهته هو النقد الظلامي المحبط تجاه قصيدة النثر والقصيدة السردية التي أكتبها.»..

«إصداراتي السبعة لم تُناقش في معارض الكتب، رغم نفادها من المكتبات.»..

«لا أدري هل القارئ هو من خلق في نفسي روح التحدي، أم حرفي الصامد طيلة هذه المسيرة؟»..

– محبوبة خليفة: فرحة الاعتراف بالنص
الكاتبة الأديبة “محبوبة خليفة”

ترى الكاتبة الأديبة محبوبة خليفة أن لحظة استلام نسخ من مجموعتها القصصية كانت فاصلة:

«يوم مميز وجدت فيه بين يدي عملًا استغرق جهدًا وتفكيرًا عميقين… رحلة بين ولادة النص والاعتراف به ومنحه اسمًا وهوية.»..

أما التحدي في 2025، فكان العودة إلى مشروع قديم:

«قراري بالعودة إلى (سيرة عالية) ومحاولة تحويلها إلى رواية، استجابة لإلحاح القرّاء ورغبتي في الذهاب بعيدًا مع هذه الشخصية التي أتعبتني.»..

– سالم العَبّار: نحصد الشوك… ونواصل
الكاتب والأديب “سالم العبَّار”

يختصر الكاتب والأديب سالم العَبّار حصاد 2025 بكلمات موجعة:

«في بلد يدير ظهره للإبداع والمبدعين… نحن في كل عام نحصد الشوك والخيبة والألم.»..

ورغم قسوة المشهد، تبقى لحظة حصوله على جائزة الدولة المعنوية فارقة:

«من أجمل اللحظات القليلة التي يحتفي بها القلب، شعرت أن ثمة من يقول لك: ليبيا تحييك.»..

ويتأمل الزمن قائلًا:

«ما يبقى من سيرتنا هو ما نتركه من رائحة حب وفعل نظن أنه سيرثنا.»

أما التحديات، فهي يومية وممتدة:

«من موت سريري لصحيفة أخبار بنغازي، إلى تسيّب وإقصاء يطال وسائط الثقافة.»..

ويختم برسالة إنسانية:

«ما تبقى من العمر قصة قصيرة جدًا… شكرا لأنكم تأملون كتابتها على نحو أفضل.»..

شاهد أيضاً

البروفيسور الصادق مخلوف يرحل  تاركاً إرثاً من الطب والفن

البروفيسور الصادق مخلوف يرحل تاركاً إرثاً من الطب والفن

فقدت الأسرة الطبية والثقافية في ليبيا الاثنين الماضي   قامةً وطنيةً نادرة، برحيل البروفيسور الصادق مخلوف، …