منصة الصباح

الكتابة في الظل .. المشاء الجيد لا يترك وراءه أثرا

عماد أبو صالح

لســت «وكيــلاً معتمــدا » للشــعر ولا متحدثــاً  رســميا باســمه ولا حــارس بواباتــه. أكتــب فــي الظــل، وأحــاول طــول الوقــت أن أحافــظ علــى كونــي شــاعرا «هاويــا»، لا «محترفــا » إذ أننــي  أؤمــن بحكمــة صينيــة تقــول «المشــاء الجيــد لا يتــرك وراءه أثــرا». غيــر أننــي أرى المشــهد الشــعري العربــي أصبــح مترهــلاً وفضفاضــا .

أشــياء كثيــرة ســاهمت فــي أن تخــرج «كراســات الخواطــر»  التــي  كان  يخفيهــا  المراهقــون تحــت مخداتهــم، لتحظــى بمشــروعية النشــر.

أصبحــت قصيــدة النثــر «عمــودا شــعريا » جديــدا يحــل محــل العمــود الشــعري القديــم. بصراحــة وأســى، أصبــح كل مــن «يخــل» بالخليــل شــاعراً.

المؤســف أن كثيــرا مــن شــعراء المشــهد الجديــد وقعــوا  علــى  مفهــوم  «خاطــئ»  للشــعر يعــاد إنتاجــه فــي مئــات القصائــد التــي لا تتجــاوز فــي أفقهــا اليومــي والبســيط والعابــر. إنهــا وصفــة جاهــزة، طبخــة نضجــت علــى عجــل ولا تشــبع وبـلا طعــم وننســاها فــور قراءتهــا.

هــا أنــا أتذكــر الآن ماياكوفســكي الــذي كان يؤمــن بــأن قصائــده «ســتعبر علــى ظهــور القــرون والجبــال إلــى الأجيــال القادمــة، مثلمــا تمتــد إلــى أيامنــا هــذه مواســير الميــاه التــي كان صنعهــا فــي  الماضــي «عبيــد رومــا”..

شاهد أيضاً

أمازونات الزراعة: ليبيات يعدن إلى الأرض

تقرير / ريما الفلاني – الصباح لم يخطر على بالي وانا اتجول في أروقة  “  …