بدون سقف
بقلم : عيد الرزاق الداهش
ألتقط حفتر ذات لقاء مع غسان سلامة، فكرة (شرعية الانجاز)، كواحدة من بين ثلاثة شرعيات للحكم في العالم، وفقا لتصور المبعوث الأممي السابق.
ولأن حفتر لا ينتسب للعائلة السنوسية حتى من الرضاعة، فهو ليس معنيا بالشرعية الوراثية، والتي أساسا لا تحظي بالقبول الواسع.
تظل الشرعية القانونية هي الأهم، أي انتخابات بغطاء دستوري، ولكن حفتر لا يغفل أنها ليست “الاوتوسراد” الذي يمكن أن يأخذه إلى طرابلس.
لهذا كان موقف حفتر حادا ضد مشروع الدستور، وقد أرسل أحد ضباطه عشية التصويت على مسودة الدستور، ليقول لهم المشير لا يريد تصويت.
انتهت جلسة البيضاء تلك بإقرار مشروع الدستور، ومحاصرة أعضاء اللجنة من قبل عناصر بلطجية تم استقدامهم لتخريب الجلسة، بعد انسحاب عناصر الحماية بأمر من مديرية أمن البيضاء.
بورقة موقعة من قبل رئيس هيئة صياغة الدستور، تتضمن تأجيل التصويت مذيلة بجملة (نزولا عند رغبة الجمهور)، تم أنهاء حصار أعضاء الهيئة، ولكن لم يتم أنهاء حصار المشروع.
بدأ تصميم معوقات مشروع الدستور، من المحكمة على ذريعة التصويت خارج أوقات الدوام الرسمي، إلى قانون استفتاء مرتب على أساس رفض المشروع.
كانت قصة التفويض التي تنتمي إلى ما قبل عصر قارقوش، يمكن تصنيفيها ضمن حقل الكوميديا السوداء، كان صبية، وأطفال يقفون في الشوارع، لتسجيل المارة ضمن قوائم التفويض التي شملت حتى العمالة المصرية الوافدة.
ليس التاريخ الذي ينتهي بمهزلة على رأي كارل ماركس، فبعض المشاريع تنتهي على هذا النحو، وقد بدأت على هذا النحو.
فحفتر الذي بدأ طموحه بالتفويض، يعود إلى نفس التفويض، أو الخطة (A) ولكن بعد أن فاتورة عالية وعالية جدا، في محاولة لكسب شرعية الانجاز، بكل مستحضراتها، أو عناوينها المعروفة، موحد البلاد، والمخلص، والرجل الضرورة.
لقد خسرت ليبيا نحو عشرة آلاف من خيرة شبابها، وأكثر من ضعف هذا الرقم جرحى، هذا غير ربع مليون نازح، هذا غير الأضرار الفادحة التي لحقت بالوئام المجتمعي.
اليوم لم نعد ندري كما نحتاج إلى محو آثار هذا العدوان على كل مشترك ليبي، ولكن نعرف أن ما أنفقه حفتر على حربه، كان يكفي لتحويل بنغازي إلى مدينة أحلام، وليس مدينة ركام.