كشفت دراسة حديثة نشرت في مجلة “BMJ Open” أن العنف اللفظي قد يسبب أضرارًا نفسية طويلة الأمد للأطفال، تفوق في بعض الأحيان آثار العنف الجسدي.
الدراسة، التي استندت إلى بيانات أكثر من 20 ألف بالغ، أظهرت أن الأشخاص الذين تعرضوا للعنف اللفظي في طفولتهم كانوا أكثر عرضة بنسبة 60% للإصابة بمشاكل نفسية في مرحلة البلوغ. هذه النسبة تفوق تلك المرتبطة بالعنف الجسدي، التي بلغت 50%.
يوضح الخبراء أن العنف اللفظي قد يكون من الصعب تحديده، لكنه يشمل الإهانات والتوبيخ والتهديد والانتقاد المستمر للأطفال. من الأمثلة الشائعة على العبارات المؤذية: “أنت غبي”، “أنت بلا قيمة”، و”أنت دائماً تخطئ”.
وتشير الدكتورة شانتا ديوب، أستاذة علم الأوبئة، إلى أن الأطفال غالبًا ما يأخذون هذه العبارات بشكل حرفي، مما يجعل تأثير الكلمات القاسية عليهم طويل الأمد.
يؤكد الخبراء ضرورة إيلاء اهتمام أكبر لتأثير العنف اللفظي على الصحة النفسية للأطفال.
وشدد الدكتور مارك بيلس، أستاذ الصحة العامة، على أهمية توفير الدعم للأهالي ومقدمي الرعاية، ومساعدتهم على بناء بيئات منزلية أفضل من خلال:
. تنمية مهارات التواصل بين الآباء والأطفال.
. تعزيز الارتباط العاطفي بين أفراد الأسرة.
.تشجيع الآباء على أن يكونوا قدوة في كيفية التعامل مع المشاكل.
ودعا الخبراء إلى تحول ثقافي شامل يجعل الجميع، وليس فقط الأهل، أكثر وعيًا باللغة المستخدمة اتجاه الأطفال وتأثيرها العميق على نموهم النفسي.