منصة الصباح

العجوز و النعجة !!

زكريا العنقودي .

كنت وصديقي بزيارة لبيتهم والذي كان بمراحل التشطيب الاخيرة والذي شيدوه بمنطقة محترمة بضواحي طرابلس وبطريق المطار تحديدا ً.
وبعد حديث خضناه طوال الطريق عن كم كلف ذاك البيت من مال وجهد وتعب ومدخرات سنوات طويلة تحملها كل افراد اسرة صديقي هذا وبعد مسافة قصيرة بطريق ترابي (بيستة ) توقفنا امام باب البيت .
نزل صديقي لحديث قصير داخل البيت مع اسطى رخام وظللت بسيارته الداو (سيلو ) انتظره استمع لراديو (اف ام ) لأغنية لا عرفتلها لحن لا صوت لاكلام و اتجول بعينيّ في الحي والذي كان كله من بيوت حديثة منها من أنتهى وسكنه أهله ومنها من لازال في طور البناء .
كنت في شرودي ذاك اخوض في مقارنة وأبحث عن إجابة لسؤال عن العمارة في مدينتي وأين وصل بها الحال جمالياً ، حين انتبهت لصوت ارتطام خفيف بمؤخرة السيارة.
التفت فوجدت خلف الداو رجل عجوز بملابس بالية يقود امامه نعجة لم يختلف حالها عن حاله البائس وكان بين يديه شوال كبير اكتشفت بعد نزولي من السيارة إنه كان يجمع فيه الخبزة اليابسة التي كان يلتقطها في رحلة يبدو إنها كانت تستهلك عمره كله .
اعتذر الحاج عن ارتطام راس النعجة بمؤخرة السيارة واستمر بطريقه وعدت للجلوس بها ليلتحق بي صديقي مباشرة .
اشعل محرك السيارة وانطلق بنا في رحلة عودة لقلب طرابلس مرورا بذاك العجوز ونعجته وشوال الخبز ، بادله صديقي التحايا وكأنه معرفة قديمة .
فبادرت صديقي قائلاً أتعرفه ؟
أجابني نعم
قلت له من امتى وهو على هالحال ؟
قال صديقي آي حال ؟
قلت له البؤس والشر والجوع.. شوف هندامه شوف نعجته باهي اللي لاقي خبزة يلقطها بيش يسترزق منها وياكل وتاكل النعجة ويوكل عياله .
ضحك صديقي حينها .. وقال لي
كم انت ساذج .. انت اللي ربي يكون في عونك ثم اضاف .
أرايت بيتنا وكل البيوت المجاورة له بهذا المربع السكني ؟
أجبته مستغربا حديثه .
نعم ريتها
فقال هذه كلها شريناها من هالمسكين اللي مسخفك حاله ..ياريت ربي يوريك شوية من العذاب اللي هو فيه .
يارب امين

شاهد أيضاً

الضمان يوجه بصرف فروقات زيادة معاشات المتقاعدين عن شهر مارس الماضي

وجه صندوق الضمان الاجتماعي الإدارات التابعة له بصرف فروقات زيادة معاشات المتقاعدين عن شهر مارس …